حذرت جهات أمنية في بيروت من تبعات خرق حزب الله، لقرارات الحكومة في تنفيذ سياسة النأي بالنفس واستقدام الميليشيات الإيرانية والعراقية والحوثية الى لبنان، مشيرة إلى أن الحزب أتى بهذه الميليشيات من قبل للاستعرض في الجنوب اللبناني، كما أنه يستقبل وفودا منها لعقد تفاهمات مع الأمين العام للحزب حسن نصر الله. وأشارت الجهات الأمنية إلى الخرق الأخير لحزب الله باستقباله وفدا حوثيا قبل أيام، وقالت إن هذا الخرق يدخل لبنان في دائرة الخطر من خلال تعقيد علاقاته مع الدول العربية والخليجية نتيجة تدخلات الحزب في حرب اليمن وغيرها، معتبرة أن إعطاء تأشيرات دخول رسمية لهؤلاء أمر مستغرب في حال دخلوهم بطريقة شرعية عن طريق المطار، كما أنه في حال دخول الوفد عبر الحدود البرية عن طريق سورية من خلال التهريب على الطريق العسكرية أو غيرها في مواكب حزب الله الخاصة فهو أمر أكثر خطورة على لبنان وعلاقاته. تدريب الحوثيين أوضح المحلل السياسي، مسعود فوزي محمد، في تصريحات إلى «الوطن»، أن استقبال حزب الله للوفد الحوثي ليس التدخل الأول في شؤون اليمن، فالحزب منخرط في حرب اليمن وساهم في تدريب الحوثيين، لافتا إلى أن حسن نصر الله حرض في كلمته في 29 يونيو الماضي على قتال قوات الشرعية في اليمن. وأضاف مسعود محمد: «أنه ليس سرا وجود مدربين وخبراء لحزب الله في اليمن، فهذا الحزب أصبح متخصصا في استهداف استقرار العالم العربي بتدخله في اليمن والبحرين وسورية»، مشيرا إلى أن «برنامج تدريب وتجهيز الحوثيين في اليمن إيراني، ويأتي بوصفه نسخة ثانية من حزب الله اللبناني، كما أن الحوثيين وضمن الدعاية الحربية المضادة استعانوا بخبراء من حزب الله لإعداد لقطات مصورة تظهر استهداف سيارات تابعة للتحالف الداعم للشرعية في اليمن، وذلك باستخدام خدع تصويرية عبر ما يعرف بالإعلام الحربي وفقا للتسمية الإيرانية المعروفة». سقوط الملالي وأكد مسعود أن لكل شيء نهاية وأن سقوط نظام الملالي في طهران أصبح قريبا بعد فرض العقوبات الأميركية عليه، لافتا إلى غليان الشعب الإيراني وإصراره على إسقاط النظام وأنه في حال حدوث ذلك فسيسقط حزب الله فورا. وحمل مسعود، رئيس الجمهورية ميشال عون والحكومة مسؤولية ما يقوم به الحزب «لأن ما يسمونه نأيا بالنفس كذبة كبيرة تمارس لتغطية إرهاب حزب الله». ومن جانبها، قالت مصادر أمنية، إن إيران عبر سلوكيات حزب الله في لبنان تريد استخدام الساحة اللبنانية في وجه ضغوط الخارج عليها، من خلال إعادة فرض العقوبات عليها بعد انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي وانسحاب الشركات العالمية تدريجيا، وهي تحاول قلب الطاولة في الساحة اللبنانية، من خلال حزب الله عبر إشعال جبهة الجنوب والتصلب في موضوع تشكيل الحكومة.
مشاركة :