فيما اجتمعت مجموعة الدعم الدولية للبنان في مقر وزارة الشؤون الأوروبية والخارجية الفرنسية في باريس، برئاسة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الذي أسهم في تجاوز أزمة استقالة رئيس الوزراء سعد الحريري و«تثبيت» سياسة النأي بالنفس عن صراعات المنطقة، وعودة الانتظام إلى عمل الحكومة، قالت مصادر إن تسوية التريث ساعدت لبنان في الحصول على دعم دولي، رغم حالة الترنح السياسي التي أصابته إثر استقالة الحريري، وقبيل تراجعه عنها. وأضافت المصادر، أن هذا الدعم السياسي «المحمي» بمظلة دولية وإقليمية جنّب لبنان نيران أزمات المنطقة، ورسمت حوله خطوطا حمراء يُمنع تخطّيها، مشيرة إلى احتلال موضوع «النأي بالنفس» والالتزام به في شكل كامل حيّزا كبيرا من مواقف المتحدّثين في المؤتمر، ولافتة إلى قول الحريري «إن أي خرق للنأي بالنفس سيضع لبنان في خطر». وحسب المصادر، فإن اللافت أيضا هو ما ذكره الرئيس الفرنسي أن دعم الجيش «مفتاح السلام والأمن في لبنان والمنطقة». السعودية داعمة للاستقرار كان ماكرون -راعي الاجتماع وصاحب الدعوة- عقد قبيل افتتاح عمال المؤتمر مؤتمرا صحفيا مشتركا مع الحريري، وفي ختام أعمال مؤتمر، عقد كل من وزير الخارجية الفرنسية جان إيف لو دريان والرئيس الحريري ونائبة الأمين العام للأمم المتحدة أنيسة محمد، مؤتمرا صحفيا مشتركا. وحول سؤال للوزير الفرنسي: بالتواصل مع المملكة العربية السعودية ودورها في استقرار لبنان؟، أجاب لودريان، إن علاقات فرنسا مع السعودية علاقات ثقة وشفافية كبيرة، معبرا عن ثقته في دعم المملكة للاستقرار في لبنان. مواجهة التحديات وفي رده على سؤال عن الضمانات التي حصل عليها من الأطراف المحلية والإقليمية والدولية، كي يحترموا قرار النأي بلبنان عن الصراعات الإقليمية، قال الحريري: إن الأفرقاء السياسيين اجمعوا على موضوع النأي بالنفس، لا سيما أن الجميع واعٍ للتحديات والمخاطر التي نعيشها في المنطقة، ومصلحة لبنان تقتضي أن يحترم الجميع هذا القرار في شكل واضح وصريح. وكرر الحريري «أن النأي بالنفس لمصلحة لبنان العليا» مؤكدا العلاقات المميزة مع السعودية، مشددا على حرصه لإقامة علاقات وثيقة بالدول العربية، وكل دول العالم، وقال «لبنان قدوة في العيش المشترك، وسيخرج قريبا من كل الأزمات». من جهة أخرى، أشارت مصادر إلى أن الاجتماع الذي ضم وزير الخاريجة الأميركي تيلرسون والحريري كان جيدا، والجميع تحدث في الاجتماع عن ضرورة قيام حوار وطني لحل مشكلة «حزب الله»، لافتة إلى أن الولايات المتحدة حرصت على حضور اجتماع مجموعة الدعم الدولية من أجل لبنان.
مشاركة :