في يوم الأربعاء الموافق 8 أغسطس 2018 حمل جثمان المربية الفاضلة تاج إبراهيم سلمان خلف (أم رمزي) على أكتاف حشود غفيرة من المشيعين، يتقدمهم أهلها وذووها وأبناء منطقتها، ووضعت في ملحودها بعد الصلاة عليها، منهية بذلك عمرها في الدنيا الذي قضته في تربية أبنائها وأجيال كثيرة من الطالبات خير تربية وتعليم، وقد نالت الحب الكبير من معلماتها وطالباتها وكل العاملين معها. ان كل من عمل معها يشهد لها بالإخلاص والتفاني، وسمعتها الطيبة وسجيتها الجميلة التي كانت على لسان المشتغلات في سلك التعليم، لا أحد يستطيع أن ينكر فضلها على التعليم، فكانت المعلمة الوفية لوطنها ولطالباتها، والإدارية المتفانية والطموحة، لقد تركت بصمات تربوية وتعليمية وإدارية واضحة، فلهذا سيخلد اسمها في سجل التعليم بحروف من نور، ولن تنساها طالباتها ومعلماتها، وسيبقى تاريخها العامر بالعطاء في ذاكرتهن، وفي حياتها لم تنس المعوزين والفقراء، فكانت تمدهم بالمساعدة من دون منٍ ولا أذى، فهي رحمها الله تعالى محسنة وسخية في عطائها. لا ريب أن ميزان حسناتها يزخر بكثرة خيراتها وعطاياها، فقد سمعت من إحدى السيدات يوم وفاتها تتحدث عن صفاتها الحميدة بألم شديد، وهي تقول فقدنا الرحيمة الحنونة صاحبة القلب الكبير، وأخذت تترحم عليها وتدعو لها بالجنة، فغيابها عن الدنيا لا يغيب ذكراها الجميل من ذاكرة محبيها الذين عرفوها عن قرب، لقد ربت وأحسنت في تربيتها لأبنائها وطالباتها، راقية في أدبها وأخلاقها وتواضعها وتعاملها مع أهلها وذويها وجيرانها ومع من كل يتعامل معها، كانت تصنع الود في مكان تتواجد فيه، وكانت توجد من الظروف الصعبة فرصا للترقي والسمو الأخلاقي والإنساني إلى أعلى المراتب. عرفت بقوة شخصيتها وطيب سريرتها وصدق حديثها، لم تسمح للشدائد والصعاب والتحديات والعقبات في العمل وخارجه أن تغير من طبعها الإنساني ولا من سجاياها الطيبة، كانت المثل الأعلى في الجد والمثابرة والإخلاص في العمل، عرفوها مبادرة واعية بين أهلها وفي عملها في مهنة التعليم، الكثيرات من المعلمات في زمانها يتمنين العمل معها، للاستفادة من خبراتها وملاحظاتها القيمة وإرشاداتها السديدة، رحمك الله أيتها المربية الفاضلة رحمة الأبرار الأخيار، وتغمدك بواسع رحمته، وأسكنك الفسيح من جنته، وألهم أهلك وذويك ومحبيك الصبر والسلوان، ليس في وسعنا إلا أن نتقدم إلى عائلة خلف الكرام وبالخصوص أبنائها وأحفادها بأحر التعازي وصادق المواساة بهذا الحدث المصاب الجلل.
مشاركة :