"رحم الله والدي وأسكنه فسيح جناته.. إنا لله وإنا إليه راجعون".. هكذا نعى الشاعر، عبدالله بن حجاب، والده، حجاب بن نحيت، الذي توفاه الله، اليوم الأحد، بعد معاناته من وعكة صحية تعرض لها، وأُدخل على إثرها العناية المركزة في أحد مستشفيات الرياض. ولد "حجاب بن نحيت" في مركز الفوارة بالقصيم، وكان ملهمًا بالشعر ووهبه الله جمال الصوت وأصالة البادية، إذ كان عاشقًا لها. بدأ حياته الفنية في الخمسينيات الميلادية، عندما ترك دياره وتوارى عن الأنظار؛ ليختبر قدراته الصوتية مع "عبد الله بن نصار" في "المقيبرة"، وسط الرياض. أطلق الفتى الذهبي صوته بمساعدة أجهزة بسيطة، وهو في عمر الخامسة عشرة، فكان الاختبار الأول، ثم تسجيل أولى الأسطوانات بعقد مالي كبير هو الأغلى في ذلك الوقت بقيمة 11 ألف ريال. انتقل الشاعر الموهوب إلى الرياض، حتى بات "رائد الفن الشعبي"، كما اشتهر خلال ثمانينيات القرن الهجري الماضي، إذ جمع بين الشعر والتلحين والطرب الأصيل. وتميز شعر "حجاب" بتقدم الفكر الشعري، وأبدع كثيرًا في توظيف الحوار في قصائده بما يجبر المتلقي على الدخول في جو القصيدة والتفاعل معها نفسيًّا. ويذخر تراث "بن نحيت" بأغانٍ تصل لنحو 120 قصيدة، معظمها من كلماته وألحانه، ومن أشهرها: أغنية "كلامك صح"، و"ياويل من يجرحنه". أصيب الفقيد بالتهاب رئوي حاد استدعى عزله تمامًا؛ ليتم نقله لاحقًا إلى العناية المركزة بالمستشفى العسكري في الرياض لتلقي العلاج اللازم. لكن إرادة الله شاءت أن يكون الأحد (26 أغسطس 2018)، هو آخر عهد حجاب بن نحيت بالدنيا، مُخلفًا تراثا كبيرًا دفع الكثير من رواد شبكات التواصل الاجتماعي إلى الثناء عليه، داعين الله له بالرحمة والمغفرة.
مشاركة :