أسماء العتيق لــ«القبس»: الكويتية مُبتكرة وسبّاقة

  • 8/27/2018
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

حوار أجراه إيليا القيصر | هي أول من فكّرت في حل مشكلة النفايات والاستفادة منها، عن طريق ربط الحلول بالتقنيات الحديثة وتطبيق مفهوم إنترنت الأشياء، ضمن الجيل الرابع من الثورة الصناعية. المخترعة أسماء العتيق التي حازت المركز الثاني في معرض كوريا الدولي لاختراعات المرأة الذي اقيم مؤخرا، أكدت في لقائها مع القبس ان الاستفادة من النفايات وإعادة التدوير تعدان مقياس تقدم اي دولة، إضافة الى فإن النفايات تعد ثروة مهدورة يمكن الاستفادة منها. واشارت الى ان اختراعها «الحاويات الذكية لفرز النفايات e-Farz» يساهم بشكل كبير في تشجيع المستهلكين على الاستخدام الامثل للنفايات والاستفادة منها ماديا بشكل مباشر كما يسهل على الشركات جمع النفايات مفروزة من المصدر، ومن ثم اعادة تدويرها، هذا الى جانب الدور الكبير في الحفاظ على البيئة. وشدّدت على ان المرأة الكويتية متميزة ورائدة ومبدعة في الابتكار وسبّاقة في خدمة التنمية، واستطاعت تحقيق أهدافها وبلوغ مراكز متقدمة في جميع المجالات والقطاعات وما زالت سباقة في إثبات طموحها وخدمة وطنها. وفي ما يلي التفاصيل: • حدّثينا عن اختراعك «الحاويات الذكية لفرز النفايات e-Farz». ـــــ هو مشروع صناعي يساهم في معالجة مشكلة النفايات للمحافظة على البيئية، من خلال فرز النفايات من المصدر، عن طريق حاويات ذكية تقوم بفرز ثلاثة أنواع من النفايات (بلاستيك، زجاج، ومعدن) بطريقة أوتوماتيكية من خلال مستشعرات خاصة للتعرف على كل نوع، وحساب كمية كل منها، وتمكين المستهلك من الربط بين هاتفه الذكي والحاوية الذكية باستخدام تقنية البلوتوث لنقل بيانات النفايات المفروزة إلى تطبيق هاتف ذكي خاص بالحاوية وحساب القيمة المادية لكل نوع وتحصيلها نقدا او عن طريق التحويل البنكي بعد التحقق من البطاقة المدنية للمستهلك. كما تتصل الحاوية الذكية بشبكة الإنترنت لمعرفة مكان الحاوية وكمية النفايات بداخلها لإرسال السيارات المخصصة لتفريغها، ومن ثم يتم جمع ونقل النفايات إلى شركات التدوير بصورة دورية ومنظمة. ولادة الفكرة • من أين أتت الفكرة؟ وما الحاجة لها؟ ــــ بدأت في هذا المشروع قبل حوالي ٣ سنوات عندما اطلعت على مشكلة النفايات في البلاد، لا سيما بعد إغلاق اغلب المرادم، وملاحظة كثير من المظاهر السلبية، مثل نبش صناديق القمامة من قبل عمال البلدية، وغيرها من الأضرار البيئية، وبعد البحث اتضح لي أن عملية فرز النفايات في الكويت تقليدية ويدوية وغير صحية وتعتبر ظاهرة سلبية في المجتمع. • ما الهدف من المشروع؟ ـــــ الهدف الأساسي هو المحافظة على البيئة والمساهمة في معالجة مشكلة النفايات، من خلال التشجيع على فرز النفايات من المصدر وزيادة الوعي بأن النفايات لها قيمة مادية ويمكنه استرجاع هذه المبالغ بعد بيع النفايات على شركات التدوير، إضافة الى دوره في مساعدة شركات التدوير في الحصول على النفايات مفروزة وجاهزة للتدوير ومعرفة كميات النفايات التي ستصل لها بكل دقة وبطريقة منظمة ودورية والكترونية تواكب التكنولوجيا الحديثة. • حدّثينا عن مشاركتك في معارض الاختراعات المحلية أو الدولية. ـــــ شاركت في معارض عدة، منها معرض ومؤتمر إنترنت الأشياء الأول في الكويت، والمعرض الدولي العاشر للاختراعات في الشرق الأوسط الذي نظمه النادي العلمي الكويتي، ومعرض كويت اكسبو، ومعرض يوم الأرض، ومؤخرا معرض كوريا الدولي لاختراعات المرأة الذي أقيم في جمهورية كوريا الجنوبية بترشيح ودعم كامل من مركز صباح الأحمد للموهبة والإبداع التابع لمؤسسة الكويت للتقدم العلمي. • وماذا عن الجوائز التي فزت بها؟ ـــــ حصل الاختراع على الميدالية الفضية في المعرض الدولي للاختراعات في الشرق الأوسط، وعلى المركز الثاني في معرض كوريا الدولي لاختراعات المرأة كثاني أفضل اختراع بالنسبة الى الجائزة النهائية الكبرى بين جميع الاختراعات والتي بلغ عددها اكثر من ٣٠٠ اختراع من ٢٨ دولة مشاركة، وهي جائزة تمنح من قبل اللجنة المنظمة للمعرض تحت رعاية المنظمة العالمية للملكية الفكرية الويبو، كما يعد أول اختراع الكتروني كويتي يشارك في هذا المعرض السنوي. تمويل الاختراعات • نعلم أن تنفيذ الاختراعات يحتاج تمويلاً.. فهل هناك جهات تتبنّى اختراعك؟ ومَن الذي يمد لك يد العون والمساعدة؟ ـــــ في بداية الأمر، قمت بتأسيس وتنفيذ الاختراع وتطبيق الهاتف الذكي والمشاركة في المعارض والمواد الإعلامية بتمويل شخصي من مدخراتي الخاصة، ومن ثم قام مركز صباح الأحمد للموهبة والإبداع بدعم الاختراع، من خلال تسجيله في مكتب براءات الاختراع الأميركي، كما قام بدعمي للمشاركة في المعرض الدولي للاختراعات في الشرق الأوسط، ومعرض كوريا الدولي لاختراعات المرأة، وتقديم الدعم الإعلامي المناسب للاختراع، والآن قدمت المشروع في الصندوق الوطني لدعم المشاريع الصغيرة والمتوسطة للحصول على التمويل المناسب. • كيف ترين الدعم الذي تقدمه الحكومة ومؤسسات القطاع الخاص للمخترعين؟ ــــ في بداية الأمر، إن الصعوبة تكمن في إقناع المؤسسات بجدوى الاختراع وأهميته وفائدته الاقتصادية، خصوصا انه منتج جديد وغير متعارف عليه، وهي مرحلة تحتاج إلى دراسة متأنية ووقت للحصول على الدعم المطلوب في حال اقتناع المؤسسات، سواء الحكومية او الخاصة بدراسة الجدوى للاختراع. • هل تلقيت عروضاً لتبنّي الاختراع وتحويلها إلى منتج كويتي؟ ـــــ تلقيت عرضاً من أحد رجال الأعمال الكويتيين، وهو من القطاع الخاص، الذي ابدى الاهتمام بالدعم والاستثمار بالمشروع، وكذلك تلقيت الدعم من بعض الهيئات الحكومية لدعم المشروع وإزالة العقبات. • ماذا ينقص الكويت لتصبح دولة اختراعات؟ ـــــ رؤية الكويت الصناعية حتى عام 2035 واضحة وثاقبة وتأتي لتكريس طموح ورؤية القيادة السياسية بإيجاد بدائل رديفة لمدخول الدولة من النفط، واعتبار القطاع الصناعة أحد القطاعات الآمنة والمستقرة المدرة للإيرادات الحقيقية، وتعتبر الاختراعات احد منابع الصناعة في العالم، لذلك لا بد من العناية بها ورفع الثقة بقدرات الشباب الكويتيين وبالمنتج الكويتي الصناعي حتى نحقق هذه الرؤية، كما نحتاج إلى تغيير العقلية النفطية وزرع ثقافة الابتكار. دور مركز صباح الأحمد أثنت أسماء العتيق على الدور الذي قام به مركز صباح الأحمد للموهبة والإبداع في دعم الاختراع، من خلال التسجيل في مكتب براءات الاختراع الأميركي والحصول على رقم الإيداع، ودعم المشاركة في المعرض الدولي للاختراعات في الشرق الأوسط، وفي معرض كوريا الدولي لاختراعات المرأة، إضافة إلى تقديم الدعم الإعلامي المناسب للاختراع. نصائح للشباب نصحت العتيق الشباب بدخول مجال الجيل الرابع للصناعة وتحدي العالم، لان مجاله كبير وواسع وفرص التميز كثيرة ونسبة المنافسين قليلة وفرصة التوسع سريعة، بحيث يصل إلى العالمية بعكس قطاع الأغذية والمطاعم وغيرها الذي أصبح متداولاً متشبعاً ومكرراً في كل مكان. أسماء فهد العتيق – حاصلة على بكالوريوس هندسة كمبيوتر من كلية الهندسة والبترول ـــــ جامعة الكويت. – خبرة ١٠ سنوات في مجال الشبكات وأمن المعلومات. – رئيسة الفريق الفني في جائزة الكويت للمحتوى الالكتروني منذ انطلاقتها في ٢٠٠٨ وحتى ٢٠١٥. – مكرّمة ضمن ١٠٠ شخصية مبدعة في موسوعة ثمين الكويت في مجال العالم الرقمي سنة ٢٠١٥. – مخترعة ومؤسسة مشروع الحاويات الذكية لفرز النفايات e-Farz.

مشاركة :