يشهد حزب «المحافظين» إقبالاً مفاجئاً على الانضمام إلى صفوفه في معاقله، في مؤشر إلى غضب شعبي من خطة رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي للانسحاب من الاتحاد الأوروبي (بريكزيت)، ما قد يؤدي إلى إبدالها بشخص أكثر تشدداً مع بروكسيل. وسجّل مسؤولو الحزب زيادات غير متوقعة في الانضمام إلى صفوفه، بعد إعلان ماي خطتها لـ «بريكزيت»، وبعد الحملة التي يقودها وزير الخارجية السابق بوريس جونسون والنائب جاكوب ريز - موغ وآخرون، ضد الخطة التي اتضح أنها ليست شعبية في معاقل الحزب. وأثار ذلك مخاوف رئيسة الوزراء ومعسكرها، من انتفاضة في قواعد الحزب ترفض الحفاظ على علاقات وثيقة مع الاتحاد الأوروبي. وقال مسؤول في «المحافظين» إن أعضاء كثيرين من «حزب الاستقلال» (يوكيب) «يتسابقون للانضمام إلينا، لأنهم لا يوافقون على خطة ماي ويسعون إلى المشاركة في التصويت لإبدالها». وينصّ النظام الداخلي لـ «المحافظين» على أن لكلّ عضو مضى على انتسابه إلى الحزب ثلاثة شهور، حقاً في التصويت لاختيار القيادة. جاء ذلك بعدما تصلّب جونسون في مواقفه، داعياً في مقال نشرته صحيفة «ديلي تلغراف» إلى «القضاء على الخطة». وأظهر استطلاع للرأي نشرت نتائجه صحيفة «صنداي تايمز»، أن مسؤولي «المحافظين» سجّلوا إقبالاً يُعتبر سابقة للانتساب إلى الحزب، لمواجهة خطة ماي. وأوضح أن 42 من 75 منظمة حزبية أكدت ذلك، علماً أن هذه المنظمات لاحظت تبدلاً في رأي الغالبية من «بريكزيت»، ليس لمصلحة ماي. وتابع الاستطلاع أن النائب مايكل غوف سجّل 40 منتسباً جديداً في منطقته، فيما سجّل النائب داميان هيندز زيادة نسبتها 40 في المئة في عدد الحزبيين في منطقة «شرق هامشيار»، حيث آثر البقاء في الاتحاد الأوروبي فيما صوّتت القاعدة مع «بريكزيت». وأعرب النائب عن اعتقاده بأن هذا الإقبال على الانتساب «ليس بريئاً وهدفه التصويت لتغيير القيادة». ونقلت «ديلي تلغراف» عن رسالة وجّهها ممّول لحزب «المحافظين» يدعى آرون بانك إلى القيادة، قوله «إنه أطلق حملة تؤيّد «بريكزيت» من دون اتفاق مع بروكسيل، لجذب معارضي خطة ماي والتصويت لإطاحتها. وأضاف: «ليس مقبولاً أن يُعاد اختيار القيادة الحزبية من دون انتخاب، كما حصل عامَي 2003 و2016. الناس ينضمون إلى الحزب الآن، آملين بالمشاركة في اختيار قيادة جديدة. وأخشى انسحاب كثيرين من صفوفنا، إذا قرر النواب وحدهم ترشيح شخص واحد للزعامة. حان الوقت لإتاحة الفرصة للقاعدة، كي تشارك ديموقراطياً في عملية الاختيار». إلى ذلك، ستكون ماي أول رئيس وزراء بريطاني يزور جنوب الصحراء الإفريقية الكبرى، منذ 5 سنوات. وسترأس وفداً يضمّ 29 رجل أعمال خلال جولة في جنوب إفريقيا ونيجيريا وكينيا، في محاولة لتعزيز الصادرات إلى هذه البلدان، لتعويض ما ستخسره المملكة المتحدة بعد خروجها من الاتحاد الأوروبي من دون اتفاق. وقالت قبل بدء جولتها أمس إن هذه القارة «تؤدي دوراً كبيراً في تغيير الاقتصاد العالمي، ولدينا مصلحة في التبادل التجاري معها»، وتابعت: «حان الوقت، ونحن نستعد لمغادرة الاتحاد الأوروبي، كي نعمّق علاقاتنا وشراكاتنا دولياً».
مشاركة :