نشرت صحيفة “الجارديان” البريطانية، تقريرًا بعنوان “العراق يموت”، أشارت فيه إلى الفساد الإداري في الحكومة هناك، وما أدت إليه من قيادة إحدى أكثر المدن والمحافظات ثراءً إلى شعب يفتقر الطعام والخدمات الأساسية. تحولت الأرض التي يعيش فيها أبناء عشيرة بني منصور، شمال شرق البصرة، بالعراق، إلى مساحة مستوية ضربها الجفاف، وأصبحت تمتلئ عن آخرها بالقشور الجافة من الملح، والشجيرات الشائكة. وبحسب صحيفة “الجارديان” البريطانية، فإن الأرض الغنية الواقعة غرب حقول مدينة القرنة النفطية، كانت من بين أكثر المناطق ثراءً بالمواد البترولية في العالم والمملوكة من قبل الحكومة العراقية وتشغلها شركة “أكسون موبيل”، أصبحت بعد سنوات من العقوبات والإهمال تعاني من توقف الإنتاج النفطي فيها. وأضافت “الجارديان”، أن أحد الطرق الواقعة على أرض قبيلة بني منصور، أصبحت مكتظة بسيارات النقل الضخمة التي تحمل آلات الحفر، وعمال النفط الأجانب، بالدرجة التي أصبحت نوافذ المنازل قريبة للغاية من فرق العمل. وتابعت أنه منذ التدخل الأمريكي بالعراق ومحاولات السيطرة على النفط هناك، إضافة إلى الفساد السياسي بعد ذلك، جعلها متوقفة عن الحفاظ على تلك الثورات. وأشارت الصحيفة البريطانية إلى أنه على مدار الأشهر الماضية اندلعت الاحتجاجات في جنوب العراق اعتراضًا على الفساد الإداري، والبطالة، بالإضافة إلى انعدام وجود الخدمات الأساسية من مياه وكهرباء. وكانت تحظى أرض بني منصور، بالمساحات الخضراء الواسعة، وتمتلك المياه، إضافة إلى وجود نحو 300 ألف شجرة نخيل وعدد ضخم من الماشية، إلا أن الجفاف وتسرب مياه الخليج العربي المالحة إلى معظم تلك الأراضي أصبحت مليئة بالقمامة والصحراء. وأضافت أن الفساد المالي والإداري كان السبب في أن تتحول تلك البقعة إلى منطقة منزوعة الخدمات. شركات البترول التي من المفترض أن تدرب الشباب العراقي وتجهزهم للعمل، تجبر على تعيين الذين لديهم علاقات مع كبار شيوخ القبائل، أو الأحزاب ذات الخلفية الإسلامية، الأخيرة التي أدارت العراق لمدة عقود. عامل آخر يخشاه الشعب العراقي في تلك البقعة من الأرض، وهو بحسب الصحيفة البريطانية، الاعتقال العشوائي على كل من يعترض. قال “علي وهيثم” إنهم تلقوا رسائل تهديد بالاعتقال من رجل الأمن في العراق، بعد مشاركتهم في الاعتصامات التي تضربت البلاد خلال الشهر الماضي. وأضافا أن محافظة البصرة أصبحت أصحاب الثروات فيها يهربون منها سريعًا، إضافة إلى تواجد عمال جانب يقومون بأعمال الحفر والتنقيب وتشغيل الآبار المتواجدة، ما أدى إلى ازدياد حالة الفقر والبطالة بشكل غير مسبوق فيها. واشتعلت المظاهرات الشهر الماضي على تردي الخدمات وعدم توافر فرص العمل في عدد من المدن العراقية ومن بينها العاصمة بغداد. وأفادت تقارير بخروج الآلاف إلى الشوارع في عدد من المدن الجنوبية كالبصرة والناصرية والديوانية، فضلا عن تجمع المئات في منطقة ساحة التحرير وسط العاصمة بغداد. واستخدمت القوات الأمنية الغاز المسيل للدموع والهراوات لتفريق المحتجين، الذين حاولوا عبور جسر الجمهورية باتجاه المنطقة الخضراء شديدة التحصين والتي تضم المقار الحكومية المهمة وبعض البعثات الدبلوماسية الأجنبية.
مشاركة :