أرجأت وثيقة مطالب الأكراد مساعي تحالف النواة الذي يشكّل الحكومة العراقية الجديدة لحسم تشكيل «أغلبية مريحة» في مجلس النواب، فيما أكد رئيس الوزراء العراقي، حيدر العبادي، أنه لن تكون هناك أي مساومات مع الكرد على كركوك مقابل انضمامهم إلى التحالف الرباعي لتشكيل الكتلة الأكبر. من المقرر أن يصل إلى العاصمة بغداد خلال ساعات، وفد كردي لتحديد الموقف النهائي لأكبر حزبين كرديين بشأن الانضمام إلى الكتلة الأكبر، وذلك لبحث تفاصيل الوثيقة التي قدمها الأكراد إلى الوفد، وتضمنت حصول الكرد على إحدى الرئاسات الثلاث، مع ثلاث وزارات، وهيئتين من الهيئات المستقلة، في الحكومة المرتقبة، كما ضمّت أيضاً فقرات تُلزم الحكومة والبرلمان المقبلين بإجراء تعداد سكاني، وتشكيل مجلس الاتحاد، وضمان حضور الكرد في الهيئات الاقتصادية والمالية ذات الطابع الفيدرالي. وتريد القوى الكردية «التوافق» مع الكتلة البرلمانية المتحالفة بشأن إصدار القوانين والقرارات بشكل ينسجم مع تطلعات الشعب العراقي مع تفعيل مبدأ الشراكة الوطنية والتوازن في إدارة مؤسسات الدولة العراقية، واتخاذ القرارات المهمة بالتوافق داخل الكتلة الأكبر، لضمان الأغلبية بالبرلمان، وهم في الوقت نفسه متفقون مع التحالف الرباعي على تشكيل حكومة موالاة ومعارضة، فيما كشفت مصادر سياسية مطلعة أن المشروع الكردي الذي يحمله الحزبان إلى بغداد يتضمن 27 نقطة، يتفاوض الكرد بموجبها مع الأطراف السياسية لتشكيل الكتلة الأكبر. مباحثات سلسة وحقق الحزب الديمقراطي الكردستاني المرتبة الأولى على مستوى الأحزاب الكردية في الانتخابات البرلمانية الأخيرة بـ25 مقعداً، تلاه الاتحاد الوطني الكردستاني بـ18 مقعداً. وبدوره، أعرب عضو اللجنة التفاوضية للتحالف الرباعي، عبد الله الزيدي، عن توقعه إجراء مباحثات سلسة في التفاصيل، بعد الاتفاق على النقاط الرئيسة خلال زيارة الوفد الرباعي إلى أربيل، مشيراً إلى أن «التحالف الرباعي عقد فور وصوله إلى مدينة أربيل اجتماعاً موسعاً مع رئيس الحزب الديمقراطي الكردستاني مسعود بارزاني، دام أكثر من ساعتين، وتمت خلاله مناقشة موضوع تشكيل حكومة الأغلبية الوطنية». وقال الزيدي إن الاتفاق على تشكيل حكومة أغلبية وطنية يتطلب جلسات عدة مع القوى الكردستانية لدراسة كل النقاط، «مؤكداً وجود تقارب كبير بين التحالف الرباعي والقوى الكردية بشأن الكثير من التفاصيل»، فيما أكد القيادي في ائتلاف النصر، خالد العبيدي: «مفاوضاتنا في أربيل تركزت على طرح برنامجنا السياسي والخدمي ورؤيتنا في بناء دولة قوية لتشكيل الكتلة الأكبر، مع تأكيدنا أن مشروعنا يهدف بشكل أساس إلى تلبية مطالب وآمال كل العراقيين من دون استثناء». لا مساومات وأضاف العبيدي: «بالعموم، أستطيع القول إن أجواء المباحثات كانت إيجابية، وهناك تفهم لما تم طرحه، وقد وعدنا الإخوة في الإقليم بالرد على ما تم طرحه في المفاوضات خلال يومين». في السياق، قال العبادي، خلال لقاء جمعه بنواب ائتلاف النصر، إنه لن تكون هناك أي مساومات مع الكرد على كركوك مقابل انضمامهم إلى التحالف الرباعي لتشكيل الكتلة الأكبر، لافتاً إلى أنه أبلغ رئيس حكومة إقليم كردستان، نيجيرفان البارزاني، بعدم إمكانية فتح نقاش بشأن ملف كركوك. ولفت إلى أن «التحالفات يجب أن تجري بين الأطراف السياسية كشركاء دون تقديم تنازلات». إلى ذلك، بدأت تحضيرات تهيئة قبة البرلمان، وتوزيع أسماء النواب الجدد، ومخاطبة العضو الأكبر سناً من أجل ترؤس الجلسة الأولى، وهو النائب عن التحالف المدني محمد علي زيني (مواليد 1939)، وذلك تماشياً مع ما نص عليه الدستور.طباعةEmailÙيسبوكتويترلينكدينPin Interestجوجل +Whats App
مشاركة :