كما أن هناك شبابا تخلوا عن أخلاقهم واحترامهم ووقارهم، وخضعوا لشهواتهم الدنيئة ومارسوا بشكل أو بآخر ظاهرة التحرش.. هناك أيضا فتيات خلعن ثياب الفضيلة وأصبحن يمارسن سلوكيات دونية، في ملبس أو في تصرف أو حتى في نشاط علي مواقع التواصل الاجتماعي التي أصبحت الخطر الأكبر في تفشي وانتشار التحرش، تلك الظاهرة التي تتنافي مع وسطية واتزان واعتدال المجتمع المصري والعربي. في كل مجتمعات العالم هناك ملائكة وهناك شياطين، هناك من يلتزم بعادات وتقاليد وثوابت المجتمع الذي يعيش فيه، وهناك من يضرب بهذه الثوابت عرض الحائط.. هناك من يتماشي مع ثقافة المجتمع وإن كانت خاطئة وهناك من يقف أمام طوفان هذه الثقافات، بل ويقبل أن يواجه سيل الانتقادات والهجوم عليه وهو بصدر عار بحجة الدفاع عن الحريات ومحاربة التخلف، والحقيقة ربما بحثا عن الشهرة أو ربما غير ذلك .. لكن كيف يتحقق الاتزان في هذه القضية دون أن تتبناها المؤسسات والجهات المنوطة بذلك؟ . تجريم التحرش طبقًا للقانون ليس كافيا وحده لمواجهة هذا الخطر الداهم، حتى وإن كانت عقوبته طبقًا للمادة رقم "أ" من القانون تنص علي معاقبة المتهم بالحبس مدة لا تقل عن ستة أشهر وبغرامة لا تقل عن ثلاثة آلاف جنيه، ولا تزيد على خمسة آلاف جنيه أو بإحدى هاتين العقوبتين كل من تعرض للغير فى مكان عام أو خاص أو مطروق بإتيان أمور أو إيحاءات أو تلميحات جنسية أو إباحية سواء بالإشارة أو بالقول أو بالفعل بأية وسيلة بما في ذلك وسائل الاتصالات السلكية أو اللاسلكية، فالقانون يحتاج لمساع أخرى تساعد علي تنفيذه من ناحية، وتعمل علي توعية المجتمع بمخاطر الظاهرة وأهمية إشراكه في مواجهتها من ناحية أخري، سواء في الجانب التعليمي أو الديني أو علي المستوي الإعلامي . غياب دور الأسرة علي رأس مسببات تلك الظاهرة.. فالخلافات الأسرية بداية انتشار التحرش في المجتمع، كما أن غياب الرقابة علي الأبناء في الملبس وفي الصداقات أو حتى في علاقاتهم علي شبكات التواصل الاجتماعي ناقوس خطر يدق أبواب كل بيت، بل ويصدر لنا أجيالًا من المتحرشين والمتحرشات يسيئون للمجتمع، ويفتعلون وقائع تافهة ﻹثارة الرأي العام، حتى أصبح أطرافها أبطالا وضحايا يتصدرون الصحف والبرامج الفضائية وصفحات السوشيال ميديا ..وأخيرًا لست من الداعين للتشدد في ملبس الفتيات أو التزمت في تصرفاتهن أو سلوكياتهن في الحياة، لكن علي رأس المطالبين بالاتزان والوسطية التي أمرنا بها ديننا الحنيف أولًا، ثم ما يتناسب مع طبيعة الظروف المجتمعية التي نعيشها.. كما أنني لا أصور هنا المتحرشين من الشباب الذكور بالمغلوبين علي أمرهم، بل هناك الكثير منهم ذئاب بشرية، لا يفرق في ممارسة هذا السلوك القذر علي جميع الفتيات بدون استثناء، وهذا بالطبع يحتاج إلي تغليظ في العقوبة إن لم تنجح معه مساعى التوعية بكافة أشكالها في ردعه عن هذا الأمر ..
مشاركة :