قال الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية الأسبق وعضو هيئة كبار علماء الأزهر الشريف، إن التواضع خلق إسلامي رفيع المنزلة شهد بفضله كل عاقل ودعا إليه كل مصلح لما فيه من الفوائد الجليلة على الفرد والمجتمع. وأوضح «جمعة» عبر صفحته بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، أنه قد حث الله سبحانه وتعالى عليه وأمر به في كتابه وعلى لسان حبيبه سيدنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بل كان التواضع سيرته الغالبة وسنته الراشدة، وقد أمر الله تعالى بالتواضع وحث عليه ومدح المتخلق به في أكثر من موضع في كتابه العزيز فقال عز من قائل: «مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا».وأضاف أنه قد أخبر الله سبحانه أن التواضع للمؤمنين من صفات أحبائه الكرام الذي يستبدل بهم المرتدين فقال: «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ».وقد أخبر ربنا كذلك أن التواضع لله في السير من صفات العباد الصالحين فقال تعالى: «وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا»، وبالمقابل ذم الله الكبر وأهله وهو ضد التواضع وتوعد للمتخلق بهذا الخلق البغيض بالعذاب الشديد فقال سبحانه: «فَادْخُلُوا أَبْوَابَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا فَلَبِئْسَ مَثْوَى الْمُتَكَبِّرِينَ» وقال تعالى: «كَذَلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ عَلَى كُلِّ قَلْبِ مُتَكَبِّرٍ جَبَّارٍ»، وقال سبحانه وتعالى حكاية عن لقمان في نصائحه لابنه: «وَلَا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ».