القره داغي في خطبة جامع «السيدة عائشة»: الإسلام يجمل الباطن بالهداية والظاهر بالطهارة والخلق الحسن

  • 1/5/2019
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

أكد فضيلة الداعية الدكتور علي محيي الدين القره داغي، الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، أن للنظافة في الإسلام تصوراً لا يقتصر على رونق المظهر، بل يتعداه إلى الاعتناء بنقاء السريرة وصفاء المخبر، وحسن الجوهر، وسلامة الصدر.  وقال فضيلته في خطبة الجمعة، أمس، بجامع السيدة عائشة رضي الله عنها بفريج كليب، إن المتأمل في الآيات القرآنية والسيرة النبوية يجد ترابطاً وثيقاً بين النظافتين، وتلاحماً كاملاً بين الطهارتين، فقد حرص الإسلام على أن يأخذ أتباعه بنظافة الحس مع نظافة النفس، وعلى الأخذ بصفاء القلب مع نقاء البدن، ووجوب سلامة الصدر مع سلامة الجسد. فحين يجمِّل الدين بواطننا بالهداية إلى الصراط المستقيم، فإنه في الوقت ذاته يجمِّل ظواهرنا بالنظافة والطهارة والخلق الحسن، وفي ذلك منتهى الاقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم. وأوضح فضيلته أن الله تعالي أمر الأمة ـــ أفراداً وجماعات ـــ أن تحقق طهارة الظاهر والباطن، وأن لا يكتفوا بإحداهما عن الأخرى، فلا تغني واحدة منهما عن الأخرى؛ إذ الإسلام كامل شامل جامع للظاهر والباطن. وقد بيننا في الخطبة السابقة أن الإسلام والشريعة قائمة على فكرة الزوجية والشفع، وقد جاءت التشريعات كلها مراعية لهذا الجانب في الكون كله، وبخاصة في الإنسان الذي لا يتحقق له البقاء إلا من خلال الزوجية. وأضاف: أوامر الله تعالى ونواهيه موجهة للظاهر والباطن، وقد تحدثنا عن طهارة الباطن من القلب والروح والنفس والعقل ووجوب ذلك في الخطب السابقة، وإننا نتحدث اليوم عن طهارة الظاهر ونظافته. إن الظاهر يجب أن يكون طاهراً نظيفاً، ويجب على المسلم أن يكون نظيفاً في بدنه وثيابه ومكانه، وقد أمر الله تعالى في ثالث سورة نزلت على النبي صلى الله عليه وسلم بطهارة الثياب، حيث قال تعالى: (وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ)، وهذه هي تربية الله تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم لتطهير باطنه وظاهره وتنظيفهما من الأمراض والأرجاس والأنجاس الحسية منها والمعنوية. وتابع: كما أن التقوى لباس الباطن والداخل، فكذلك للظاهر لباس خاص به، يجب على المرء أن يبذل كل جهده في تحقيق طهارة ونظافة وسلامة هذا الظاهر، وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم قوله: «إِنَّ اللَّهَ جَمِيلٌ يُحِبُّ الْجَمَالَ، وَيُحِبُّ مَعَالِيَ الْأُمُورِ، وَيَكْرَهُ سَفْسَافَهَا»، وسفساف الأمور هي التي تخدش كرامة الإنسان وتخرم مروءته وتدنس شرفه، وقال صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ اللَّهَ نَظِيفٌ يُحِبُّ النَّظَافَةَ، فَنَظِّفُوا عَذِرَاتِكُمْ وَلَا تَشَبَّهُوا بِالْيَهُودِ». وقال فضيلته: ما أحوجنا نحن المسلمون إلى مثل هذه التربية، التي لا يلتزم كثير من المسلمين بها ، وبخاصة في يوم الجمعة الذي له خصوصية عند المسلمين، حتى اعتبر بعض الفقهاء أن الاغتسال يوم الجمعة واجب، لافتاً إلى أن النبي صلى الله عليه وسلم منع إيذاء الآخرين بأي وسيلة، فقد يكون الإيذاء برائحة الفم والعرق وبرائحة الثياب، وقد يكون بأكل الثوم والبصل دون طبخهما، وقد منع النبي صلى الله عليه وسلم من أكلهما من حضور الجماعة لما في ذلك من إيذاء الملائكة والمصلين، قال صلى الله عليه وسلم: «مَنْ أَكَلَ ثُوماً أَوْ بَصَلاً فَلْيَعْتَزِلْنَا أَوْ قَالَ فَلْيَعْتَزِلْ مَسْجِدَنَا وَلْيَقْعُدْ فِي بَيْتِهِ»، وفي ذلك دلالة عظيمة على اعتناء الإسلام واهتمامه بالنظافة والطهارة، وليس المقصود بالطهارة والنظافة أن نرتدي ثياباً باهظة الأثمان أو جديدة.;

مشاركة :