دخل أمس، تكليف الرئيس سعد الحريري تشكيل الحكومة اللبنانية يومه المئة من دون أن تظهر بوادر قريبة على حلحلة العقد التي تعترض هذه العملية السياسية التي اتخذت منذ اللحظة الأولى منحى المحاصصة. ويتوقع أن يزور الحريري رئيس الجمهورية ميشال عون بعد استكمال مشاورات يجريها بعيداً من الاضواء مع القوى والقيادات السياسية والحزبية قد تنتج عنها مسودة تشكيلة حكومية تقدم إلى عون. وكان وفد من «المنتدى الإسلامي» زار الحريري أمس، وأكد دعمه «لمواقفه وحقوقه في تشكيل الحكومة، منفرداً ومن دون أي ضغوط، وان تشكيل الحكومة غير مرتبط بزمن محدد، والرئيس المكلف حر في اختيار التوقيت المناسب لتقديم التشكيلة التي يقررها بالتعاون مع رئيس الجمهورية». وفي الانتظار ظلت المواقف الخلافية من التشكيل على حالها، فأكد عضو «اللقاء الديموقراطي« النيابي وائل أبو فاعور أن «حجمنا من حجم قضية فلسطين وهم حجمهم من حجم مقعد وزاري أو نيابي لا أكثر ولا أقل، ومن حجم باخرة فيول على شاطىء البحر اللبناني» في إشارة غير مباشرة إلى «التيار الوطني الحر». وتحدث أمين سر «تكتل لبنان القوي» النيابي إبراهيم كنعان لإذاعة «صوت المدى»، عن «اتجاه إلى تفاوض سريع يؤدي إلى قرار بالتعاون مع رئيس الحكومة»، لافتاً إلى أن «المؤشرات تقول أن اجتماع رئيس الجمهورية والرئيس المكلف سيسبقه تشاور مع التكتل بشخص رئيسه الوزير جبران باسيل ليبنى على الشيء مقتضاه»، معتبراً أن «التيار الوطني الحر أكثر طرف يتعرض لحملة استهداف في الآونة الاخيرة»، وقال: «معتادون على ذلك ولكن واقع الحال اننا متجهون إلى حسم العملية التفاوضية حول الحكومة ومطلبنا احترام نتيجة الانتخابات النيابية ولبننة القرار». وكان رئيس «حركة الاستقلال» النائب ميشال معوض اقام مأدبة غداء للوزير باسيل في زغرتا. وأكد «التحالف القائم بيننا لمصلحة لبنان والشمال وزغرتا الزاوية». ولفت إلى أن «الطائف» أعطى رئيس الجمهورية صلاحية توقيع مرسوم تشكيل أي حكومة من دون أن تكون هذه الصلاحية مقيدة لا من حيث الشكل ولا من حيث الوقت، ما يعني بمنطق «الطائف» أن رئيس الجمهورية ليس «ملكة بريطانيا»، ومن المفترض أن يمنحه هذا التوقيع صلاحية حقيقية ليكون شريكاً وازناً في السلطة التنفيذية، واستعادة هذا الدور أساس لاستعادة التوازن الوطني ولإعادة تصحيح الخلل في الشراكة الوطنية». وأمل باسيل «بعد تشكيل الحكومة وعند بدء التشريع أن يقدم تكتلنا نموذجاً في العمل، ونحن سنقوم بما علينا وأكثر حتى لو عرقلونا. لا يمكن بناء الوطن بالشعارات الرنانة بل بالفكر والجهد. فرادة لبنان هي مناصفته بغض النظر عن العدد، ونصر على الشراكة بالتفاهم ومن دون غالب ومغلوب وهذا ما يتطلب وقتاً وجهداً». وقال: «سنعمل في السنوات الأربع المقبلة على رفع عدد المقتنعين بخياراتنا فيصبح لدينا نائبان في زغرتا الزاوية وليس نائباً واحداً، وخمسة نواب في دائرة الشمال الثالثة وليس ثلاثة، ويحقق تكتلنا وفكرنا على صعيد لبنان التوازن السياسي الحقيقي الذي يجعل هذا البلد يشبهنا حراً سيداً ومستقلاً». وأمل الأمين العام لـ «تيار المستقبل» أحمد الحريري في احتفال في جونيه «أن نتمكن من تكريم لبنان بحكومة وفاق وطني تعمل لمصلحة الناس أولاً، وتكون أمينة على حياتهم وأمنهم ومعيشتهم». وإذ اكد «التمسك بدستور الطائف، والحرص على العلاقة مع رئيس الجمهورية وتحصين التسوية لتحصين الاستقرار، والتحذير من خطابات واجتهادات وعنتريات تحاول إضاعة بوصلة التأليف والدستور، وضرب جوهر التسوية»، شدد على «أننا نمد يدنا صحيح، لكننا نمدها لليد التي تلاقينا في منتصف الطريق، وليس لليد التي تحاول أن تقطع يدنا، وسبق وجربنا هذا الشيء، وما نقوله اليوم، المؤمن لا يلدغ من جحر مرتين، ونقطة على السطر». وقال: «هذه النقطة على أول السطر قد تسبب بإزعاج البعض، لكن فليسمحوا لنا، وليسامحونا، يجب أن نضع النقطة على السطر دائماً من أجل مصلحة لبنان، ومن أجل وضع حد لاجتهادات كثيرة تطل هذه الايام»، آملاً «أن تتكلل جولة المشاورات الجديدة التي أطلقها الرئيس الحريري بنتائج تبشر بالخير، وبقرب ولادة الحكومة».
مشاركة :