فيما المشاورات في شأن الملف الرئاسي لم تحسم المسارات، بقي لبنان بالتزامن مع استمرار الحراك الرئاسي في حال ترقب. وفي هذا الإطار، التقى وزير الصحة وائل أبو فاعور العائد من الرياض، رئيس المجلس النيابي نبيه بري قبل ظهر أمس موفداً من رئيس اللقاء الديموقراطي» النيابي وليد جنبلاط، في حضور الوزير علي حسن خليل، وتناول الحديث الأوضاع الراهنة والاستحقاق الرئاسي، ثم تحول اللقاء ثنائياً مع خليل بعدما رأس بري جلسة هيئة مكتب المجلس. وزار أبو فاعور في وقت لاحق، بعيداً من الإعلام بيت الوسط، والتقى زعيم «تيار» المستقبل الرئيس سعد الحريري. وفي المواقف أمل وزير الصناعة حسين الحاج حسن «من خلال الاتصالات السياسية والحوار والتلاقي والنقاش بمسؤولية وإيجاد المخارج المناسبة أن ينعم لبنان بمزيد من الاستقرار وصولاً إلى إعادة عمل المؤسسات من الرئاسة والمجلس والحكومة، وإعادة إطلاق عجلة الاقتصاد الذي يعاني ضغطاً كبيراً من البطالة والركود ومن الفقر، وكلها قضايا يجب أن نتصدى لها». ولفتت وزيرة شؤون المهجرين أليس شبطيني إلى أن «الرئيس القوي هو الرئيس الذي «يحظى بإجماع ويكون حكماً ولا ينتمي إلى حزب أو تيار معين». وذكّرت في تصريح بأن «حرب السلال تعاظمت الأسبوع الماضي وكادت تؤدي إلى أزمة سياسية جديدة تضاف إلى أزمات الوطن الكثيرة، مع الإشارة الى أن هذه التجاذبات لم تأت بنتيجة وبقيت سلة الحل وملء الشغور فارغة للأسف، مع تأكيدنا مجدداً أن السلة المفيدة هي السلة التي يكون فيها إعلان بعبدا المتوازن واتفاق الطائف والعمل على تطبيق بنوده وتعديل ما أمكن تعديله من دون المساس بالجوهر»، مشيرة إلى أن «هذا الأمر لا يعتبر «ثقالات» على الرئيس العتيد أو شروطاً تعرقل مسيرة عهده، بل على العكس من ذلك، إنها ثوابت يوافق عليها معظم الأطراف، وهذا برأينا يسهل اختيار الرئيس الجديد للجمهورية ويرضي الجميع». ورأت انه «إذا كان لا بد من تفاهمات مسبقة، نعتقد أن الشخصية الوحيدة التي تستطيع تنفيذها من دون مواربة هي الوسطية والمعتدلة المستقلة ويكون اختيار الرؤساء بناء على الأحجام المعروفة، إن كان لرئيس الحكومة المقبل أو رئيس المجلس». ولفت عضو «كتلة المستقبل» النائب محمد الحجار إلى أن «الرئيس سعد الحريري يستكمل مشاوراته بهدف إيجاد الخيار المناسب لانتخاب رئيس ووقف التعطيل، والنائب العماد ميشال عون هو أحد هذه الخيارات وليس كلها»، مؤكداً أن» كل الاعتراضات الداخلية تزول عندما سيحسم الرئيس الحريري موقفه». رعد لتفاهم بين كل المكونات وقال رئيس كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب محمد رعد: «إن محاولات تجري من أجل إتمام الاستحقاقات الدستورية، وإذا كانت النيات صادقة، فترجمتها تكمن في تحقيق التفاهم بين كل المكونات، وبالتالي إذا أردنا أن يستقر الوضع في لبنان، وأن تتحقق الاستحقاقات وتنجز، ليس على الجميع إلا أن يعودوا إلى التفاهم في ما بينهم وبين كل المكونات اللبنانية، ويجب أن يعود المجلس النيابي للعمل كما عاد مجلس الوزراء، ونحن ماضون في بذل الجهد من أجل تحفيز اللبنانيين على ملاقاة بعضهم بعضاً حتى نخرج من هذه الأزمة بأقل الخسائر وفي أسرع وقت». واعتبر عضو تكتل «التغيير والإصلاح» النائب سيمون أبي رميا، أن «الحراك الأخير الذي حصل خلال الأسابيع الماضية مع عودة الرئيس سعد الحريري، فتح باب أمل لتغيير الجمهورية وإصلاحها من خلال إمكان وصول العماد عون إلى الرئاسة»، قائلاً: «حركة الرئيس الحريري تجاهنا ليست مناورة ونبقى في انتظار بلورة مواقف سائر الفرقاء لإنهاء ملف الرئاسة». ورأى أن «التفاهم مع تيار المستقبل مدخل لإنجاز الاستحقاق الرئاسي وحاجة لبناء تفاهمات وطنية»، وقال: «نطلب من الرئيس الحريري الذي يستشرف الأجواء الرئاسية الداخلية اللبنانية والخارجية خطوة سريعة، علما أن أجواءه إيجابية على رغم أنه لم يعلن قراره الصريح بعد». ولفت الى أن «المسار مع حزب الله منذ عام 2006 حتى اليوم يجعلنا نثق به وبأن مرشحه للرئاسة هو العماد عون»، موضحاً أن «هدف الجنرال أن يكون رئيساً للوحدة الوطنية وان يجسد الميثاق رئاسياً، لذا لا مانع للقاء بينه وبين الرئيس بري حين تقتضي الحاجة». وشدد على أن «السلة بمفهوم الشروط مرفوضة، أما التفاهمات الوطنية فهي حاجة لأنها تشكل تطمينات لمختلف الفرقاء». ابي رميا:الطبخة الرئاسية «استوت» أضاف: «انتخاب شخص العماد عون يشكل احتراماً للميثاقية في صلبها لأنه يمثل بشخصه أكثرية لمكون من المكونات اللبنانية، وتاريخه السيادي والاستقلالي شاهد على ذلك، لذا لا يمكن تخطي الحالة الشعبية التي يجسدها مسيحياً ووطنياً، وانتخابه رئيساً ليس إلا عرفاناً بالجميل أمام تضحياته الداخلية». وعن ذكرى 13 تشرين الأول (أكتوبر)، قال: «الذكرى هذه السنة مختلفة، لأننا بدأنا نشعر بأن الطبخة الرئاسية «استوت» والأجواء إيجابية». وأكد الوزير السابق فيصل كرامي بعد لقائه مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان في دار الفتوى، أن «الأمور في الملف الرئاسي أصبحت واضحة لدى الجميع، وما على المسؤولين إلا التنازل من أجل الإسراع في انتخاب رئيس، لأن الأوضاع الاقتصادية والإنمائية والأمنية لم تعد تحتمل». وقال: «لغاية هذه اللحظة تبدو الأمور غير ناضجة للإتيان برئيس، ما زالت هناك عراقيل كثيرة». وأشار الأمين العام لـ «تيار المستقبل» أحمد الحريري، إلى «أننا قدّمنا منذ البداية المبادرة تلو المبادرة لإنهاء الشغور الرئاسي، من دون أن ننتظر أحداً، حتى وصلنا إلى يومنا هذا، حيث ينتظر نتيجة حراك الرئيس سعد الحريري»، مؤكداً «أننا صفّينا النيّة، وقمنا بواجبنا، لكن هذا الوضع لا يمكن أن يُحمل فقط على أكتافنا، بل على أكتافنا وأكتاف غيرنا. وليس تيار المستقبل من سيبقى يقدم المبادرة تلو المبادرة، من دون أن يلاقيه أحد في منتصف الطريق»، وقال: «سيأتي الوقت الذي نقول فيه كلمتنا إزاء ما قدمناه من مبادرات، ونتحدث عن كل العقبات التي واجهناها، وعن الجهة التي تعطل الرئاسة، والتي لا تريد رئيساً للجمهورية، وهي «حزب الله». وأعلن حزب «الكتائب» رفضه «فرض رئيس جمهورية بالقوة أو وضع شروط على العملية الديموقراطية»، وطالب «بالتزام الآليات الديموقراطية وانتخاب رئيس من دون قيد أو شرط». ورأى في بيان بعد اجتماع برئاسة نائب الرئيس جوزيف ابو خليل، أن «ما يجري اليوم يقتصر على عملية تهافت على السلطة عبر القفز فوق الأصول بقوة السلاح والتعطيل والترهيب بالشارع والترغيب بصفقات جانبية» . ودعا إلى «التكتل في وجه الاستيلاء على البلد والمؤسسات ومقاومة جميع أشكال التشويه والشذوذ عن الدستور والخروج عن الديموقراطية منعاً للسقوط في المحظور والانتقال من حكم القانون إلى حكم الأقوى». واعتبر «بلوغ العقد التشريعي الخامس منذ بدء الفراغ الرئاسي من دون انتخاب رئيس للجمهورية بمثابة فضيحة كبرى يتحمل مسؤوليتها الفريق المعطل»، مؤكداً أن «أي تساهل في العمل التشريعي قبل إتمام الوظيفة الانتخابية للمجلس النيابي يشكل انتهاكاً صريحاً للمادة ٧٣ من الدستور وتطبيعاً غير مقبول مع الفراغ القائم».
مشاركة :