أعلم ان الكثير كتب عن محمد خلف المزروعي بما اني ادرك مدى حبه .. وامتداد احبابه. ولكني وددت أن أتطرق للأشياء التي حصلت معي انا ورأيتها في هذا الإنسان. كنت عندما التقي به انظر له بتمعن وانا جالس بقربه. واقول في نفسي ما شاء الله يبقى مع ضيوفه ما ينام حتى يصلي الفجر. والساعة السابعة تجده جالسا، وتجده في كل مكان في ابوظبي لكثرة التزاماته، ومع ذلك كنت اجد وبغرابة كم لديه قدرة هائلة على احتواء محبيه بل احتواء الناس كل الناس فيما بعد يصبحون محبيه. هذا أسلوبه يقابلك يجلس معك ولو ساعة تجدك كأنك تعرفه من قبل، واقول في نفسي هذا الجسم الضئيل النحيل كيف يتحمل هذا التعب وقلبه المفعم بالحب كم يتسع من المحبين عالم .. يجبرك ان تعشقه ويخجلك في اخلاقه وتواضعه ويذهلك بإلمامه بالشعر والشعراء، ان لم يحفظ الابيات لكن يحفظ الفكرة وطريقتها لدى الشاعر، وعندما يسمعها من شاعر آخر ينوه عن ذلك فيقول لا اعلم من منكم كتبها قبل الآخر، لكن نفس الفكرة، فتشعر تلقائياً انك امام قامة شعرية حتى وإن لم يكتب الشعر، ويلجمك اكثر عندما يسألونه بما انه لا يتطرق ولا يعترض احدا الا ان يسأل، اذكر سؤالا عن بعض الملابسات وذهبت، فهو ملم بتاريخ كل الدول كذلك القبائل يجمع تاريخ السياسة وتاريخ العرب، والادهى من ذلك يمتلك موهبة في النقد البناء غير عادية وذائقته الشعرية عالية جداً وصاحب فراسة، فبمجرد أن يجلس معك ساعة يعي خصالك وطباعك .. شخص كريم جداً ابواب منزله مفتوحة ٢٤ ساعة، شاعر او غير شاعر اي ضيف على ابوظبي لا بد وان يذهب الى منزل محمد خلف المزروعي، ويعتقد الزائر وان كان اول مرة يأتي انه صادف مجيئه حفلة مقامة لدى هذا الشخص في منزله لكثرة حضور الناس. لكن الحقيقة كل يوم هكذا . وليمة بالغدا . وبالعشاء وليمة.. بالرغم من ان كل ضيف مؤمن سكنه محجوز له في احد الفنادق من قبل هيئة ابوظبي للثقافة والتراث، من قبل ابو خلف وتجده لا يستطيع الغياب عن هذا الجمع الغفير الشاعري. آخر تواصل معه قبل وفاته - رحمه الله - بشهرين يتساءل ويطمئن بما اني لم اعد للزيارة منذ نهاية مشاركتي في برنامج شاعر المليون وارسلت له سلاما مع الاخ عبدالله المصعبي. كما أن هناك مواقف انسانية حصلت امامي من ذلك الرجل النبيل الكريم، لا تتسع المساحة لذكرها.. فبالله عليكم من اين للساحة الشعرية والأدبية بمثله ومن اين لنا نحن؟؟.
مشاركة :