حققت أسواق الأسهم العالمية أداء متبايناً الأسبوع الماضي، كانت أبرز نقاطه تسجيل المؤشرات الأمريكية أفضل أداء لها خلال شهر أغسطس منذ 4 سنوات، فيما حقق مؤشر «ناسداك» أفضل أداء تاريخي له، وتخطى حاجز 8100 نقطة لأول مرة، بينما تراجعت الأسهم الأوروبية الرئيسية بشكل طفيف، في ظل حالة القلق التي تسيطر على المستثمرين جراء قرب خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، وعدم وضوح الرؤية فيما يتعلق بنوعية الشراكة التي أعلن عنها المسؤولون الأوروبيون، مع بريطانيا، بعد خروجها من الاتحاد، فيما استقر نسبياً أداء المؤشرات الآسيوية بقيادة السوق اليابانية، بفضل البيانات الإيجابية، مع تأرجح ملحوظ في الأسواق الصينية التي تأثرت بشدة، بتصعيد حرب الرسوم بينها والولايات المتحدة.وأدت الحرب التجارية التي يقودها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، إلى التأثير بشكل متباين على أداء «وول ستريت»؛ إذ لا يزال المستثمرون يترقبون آفاق تلك الحرب ونتائجها على الاقتصاد الأمريكي تحديداً، مع احتمالية خسارة العديد من الأمريكيين وظائفهم، في سبيل زيادة العائدات من تلك الرسوم. ورغم ذلك، فإن معظم التوقعات الخاصة بتقرير الوظائف الخاص بشهر أغسطس، تشير إلى أن الاقتصاد الأمريكي سيخلق 187 ألف وظيفة جديدة، مقارنة ب157 ألفاً، في شهر يوليو/تموز.إحياء «نافتا»ويبدو أن المحادثات التجارية بين كل من الولايات المتحدة والمكسيك في طريقها للانتهاء، بتوقيع اتفاقية بديلة ل«نافتا» التي لفظت أنفاسها الأخيرة، بعد إجراءات ترامب التجارية، ولكن وفي حال توصلت كندا إلى اتفاق مع أمريكا في هذا الشأن، فإن آمال إعادة إحياء «نافتا» ستكون قائمة بشكلها السابق، وليس كما تحاول الولايات المتحدة الآن جعلها مجرد اتفاقيات ثنائية، بينها والدول الأخرى. ومن المتوقع أيضاً، أن تسجل الوظائف الصناعية نمواً ملحوظاً في شهر أغسطس، بعد يوليو الذي كان الأفضل خلال العام الجاري، وأظهر تراجعاً ملحوظاً في معدلات البطالة التي ظلت تواصل هبوطها، منذ بداية العام الجاري بنسب متفاوتة.الأسهم الصينيةوفي الوقت الذي تتصاعد فيه وتيرة الحرب التجارية، سجلت الأسهم الصينية تراجعاً تكبدت معه الكثير من الخسائر، وكانت الأسوأ بين المؤشرات العالمية الرئيسية، وربما تسوء الأوضاع أكثر بالنسبة لها، خاصة أن ترامب يستعد لفرض رسوم جديدة على واردات صينية بقيمة 200 مليار دولار، وهي إضافة إلى الرسوم التي فرضت سابقاً على الواردات، التي بلغت قيمتها 50 مليار دولار.عملات دول الأسواق الناشئةومن العوامل الأخرى التي من المتوقع أن تؤثر على مسار الأسواق خلال الأسبوع الجاري، عملات دول الأسواق الناشئة، خاصة تركيا والأرجنتين اللتين تعانيان مشاكل جمة وتراجعاً كبيراً في عملتيهما، كما أن تصعيد الحرب التجارية وضع تلك العملات في وضع حرج جداً. ويشير خبراء إلى أن تلك الإجراءات من المتوقع أن تزيد قوة الدولار الأمريكي، وبالتالي إلحاق الضرر بالدول الناشئة التي تعتمد على الصادرات. وتركز أنظار المراقبين خلال الأسابيع الماضية على الليرة التركية، التي هبطت ب 30% خلال أغسطس فقط، بينما تراجع البيسو الأرجنتيني بنحو 20%، وهو ما أثر سلباً على عملات أسواق ناشئة أخرى مثل البرازيل. وفي الوقت الذي تترقب فيه وول ستريت، رفع أسعار الفائدة في وقت لاحق من الشهر الجاري، بواسطة الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، فإن الضغوطات التي تعانيها عملات الأسواق الناشئة، ربما تزداد بشكل كبير.بريكستفي أوروبا، تتركز الأنظار حول خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، في ظل الأنباء التي تشير إلى احتمالية أن تقدم الكتلة الأوروبية عرض شراكة تجارية غير مسبوق لبريطانيا، ولكن تلك التكهنات لم تلق طريقاً إلى النور حتى الآن، رغم تصريحات كبير المفاوضين الأوروبيين مايكل بارنير، بأن العمل جارٍ للتوصل إلى صيغة نهائية للعرض المحتمل.الإسترلينيويستعد الجنيه الإسترليني لتحقيق لتسجيل خسائر للشهر الرابع على التوالي، في ظل التوترات المصاحبة لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، وتزايد القلق مؤخراً حيال الميزانية الإيطالية المقبلة، حيث تعاني الدولة ارتفاعاً كبيراً في تكلفة الديون، وهو الأمر الذي استعصى على السياسيين المرشحين التوصل فيه إلى خطة عمل واضحة المعالم. ورغم ذلك، فإن تأثير هذا الأمر على الأسواق العالمية لن يكون كبيراً، وفقاً لما أكده خبراء واقتصاديون.
مشاركة :