الأسواق الناشئة .. روسيا الخيار المفضل لصناديق الأسهم العالمية

  • 10/8/2017
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

تفوقت روسيا على الهند باعتبارها أكبر مركز لثقل صناديق الأسهم في الأسواق الناشئة.تأتي هذه الخطوة على الرغم من فرض عقوبات أكثر تشددا على موسكو، ولا تزال أسعار النفط منخفضة، والاقتصاد يخرج الآن من ركود مرير، لكنه لا يزال يعاني أسعار فائدة حقيقية معدلة لاحتساب التضخم تبلغ 5.2 في المائة.في المقابل، كانت الهند منذ فترة طويلة محبوبة من المستثمرين الأجانب الذين يتلمظون بفعل إمكانية حدوث نمو متسارع في ثاني أكبر بلد في العالم من حيث عدد السكان، بمساعدة من الحماس الإصلاحي لرئيس الوزراء، ناريندرا مودي.قال ستيفن هولدن، مؤسس "كوبلي فند ريسيرش"، الذي جمع البيانات واعترف بأنه "فوجئ" بشعبية روسيا التي اكتُشِفت حديثا "أصبحت روسيا الآن أكبر مركز ثقل في التعاملات لدى مديري الأسواق الناشئة للمرة الأولى منذ أن بدأت سجلاتنا في عام 2011، متجاوزة الهند المفضلة منذ فترة طويلة".ووفقا لأرقام كوبلي، الآن متوسط صندوق أسهم الأسواق الناشئة يرجح كفة روسيا بنسبة 1.46 نقطة مئوية، متجاوزا 1.4 نقطة مئوية للهند، وكان لدى مديري الصناديق في أوائل عام 2015 متوسط للتعاملات فوق المعدل بنسبة 4.4 في المائة. وتستند البيانات إلى المقتنيات التي بحوزة 126 صندوقا لديها أصول مجتمعة بقيمة 300 مليار دولار.ولدى 72.8 في المائة من هذه الصناديق حاليا تعاملات فوق المعدل، مقارنة بـ 60 في المائة لديها مراكز مرجحة في الهند. وعلى الرغم من ذلك، يرى هولدن أن مقدار التعاملات العالية في روسيا هو دلالة على أن روسيا "أفضل من البقية" وليست استثمارات على أساس قناعة عالية.وقال "الهند التي كانت في القمة لمدة تزيد على ثلاث سنوات، كانت تتمتع بتعاملات عالية وقوية على أساس قناعة حقيقية، لكن القناعة المذكورة تم كبح جماحها، وربما أصبحت إلى حد ما علامة على إجماع فوق الحد".ومع انخفاض ترجيح روسيا في مؤشر مورجان ستانلي المركب للأسواق الناشئة الذي تجري متابعته على نطاق واسع، إذ تراجع الآن إلى 3.3 في المائة، وهو نصف وزنها في أوائل عام 2012، قال هولدن "إن من الأسهل أيضا على مديري الصناديق تبرير وجود مقدار تعاملات ضخمة في بورصة موسكو".وأضاف "هناك بعض الشركات ذات المستوى الجيد التي لها قصص نمو حقيقية. أعتقد أن الأمر أكثر من مجرد لعبة شركات في روسيا وليس عبارة عن تداولات خاصة ببلد معين هذه الأيام".راجيف جين، رئيس مجلس الإدارة وكبير الإداريين الاستثماريين في شركة جي كيو جي بارتنرز ـ مقرها ولاية فلوريدا ـ يتفق مع كثير من هذا التحليل، مشيرا إلى أنه إذا أحب مدير أحد الصناديق الدخول في شركة روسية واحدة وحصل على تعامل بنسبة 2.5 في المائة في الشركة، يمكن أن ينتهي به المطاف إلى زيادة الوزن بشكل عام، نظرا لتقلص الوزن في البلد.ومع ذلك، جين يعد من بين مجموعة من المستثمرين الذين يتمتعون بحماس حقيقي لروسيا الآن، وهو أمر لافت بالنظر على اعتبار أنه كان "متشائما جدا لمدة 15 عاما" حين كان يشغل منصب كبير إداريي المعلومات في شركة فونتوبل لإدارة الأصول في سويسرا، التي كان يدير فيها ما يصل إلى 32 مليار دولار.ومع ذلك، لدى صندوق أسهم الأسواق الناشئة في "جي كيو جي بارتنرز" تعاملات بنسبة 10.2 في المائة لروسيا، أي أكثر من ثلاثة أضعاف وزنها في المؤشر. وقال جين "كنت أنتقد علنا الاستثمار في روسيا. كنتُ أغطي روسيا لمدة 25 عاما وهذا هو أكثر ما لدي".نيكولاس فيلد، استراتيجي الأسواق الناشئة في مجموعة شرودرز والمدير المشارك لصندوق الفرص في الأسواق الناشئة العالمية التابع للمجموعة، شخص آخر من الذين غيروا مواقفهم، مع وزن قوي يصل إلى 14.2 في المائة. قال "كثير من العناوين التي نقرأها عن روسيا تدور حول الجيوسياسة والعلاقات مع الولايات المتحدة وغيرها من الأمور، لكن عندما تنظر إلى الاقتصاد ترى بعض الأشياء التي تهم المستثمرين".أطروحة جين هي أن العقوبات التي تفرضها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي على روسيا، فضلا عن تراجع أسعار النفط، كانت مفيدة إلى حد كبير للمستثمرين الأجانب لأنها أجبرت الشركات الروسية على خفض التكاليف وتقليص الرفع المالي.بشكل أكثر تحديدا، يقول "إن شركات النفط الروسية اضطرت إلى تطوير تكنولوجيا الحفر المعقدة في الداخل، وهو أمر ينطوي على إمكانية مساعدة تلك الشركات على المدى الطويل، في حين استفادت بعض الشركات الزراعية المحلية، مثل شركات صناعة الجبن، من انخفاض المنافسة الأجنبية وسط العقوبات الروسية المضادة على واردات الأغذية الأوروبية".وقال جين "كانت العقوبات إيجابية لعالم الشركات الروسية. أجبرت "الشركات" على العمل معا، وكان هناك جهد ضخم لتقليص التكاليف. بدأت أرباح الشركات في التعافي بعد انزلاق طويل. عليك أن تتبع أرباح الشركات".ويتم استثمار نحو 4.2 في المائة من صندوق جين في "سبيربانك"، أكبر مصرف في روسيا.وبحسب جين "يدار سبيربانك بشكل جيد جدا، حول ستة أضعاف الأرباح. ما عدد المصارف التي تسهم في تحقيق "عائد على حقوق الملكية" بنسبة 20 في المائة في منتصف فترة الركود؟ لم يكن من الممكن السماح بهذا القدر من التعامل في كثير من البلدان، والآن هناك نمو هائل في الائتمان، والقروض المتعثرة آخذة في العودة إلى السداد".بشكل عام، هو يرى أن هناك مجالا لمزيد من نمو الإيرادات، وتوسيع الهوامش، وإعادة تصنيف السوق، بالنظر إلى أن موسكو تتداول حاليا على أساس معدل سعر للأرباح يبلغ 7.8 فقط، ولها عائدات أرباح مكتنزة بنسبة 4.7 في المائة.وأضاف جين "تولد الأسواق الصاعدة في ظروف مشؤومة. ويغلب على الأسواق الناشئة الانتقال من التفاؤل الشديد إلى التشاؤم الشديد".لكن فيلد ليس متفائلا على المدى الطويل. "نحن لا نعتقد أن نمو الاتجاه الهيكلي طويل الأجل مرتفع جدا، لذلك دخول الناس الآن في تعاملات في روسيا ليس لأن لديها عشر أو 20 سنة مجيدة في المستقبل، لكن لأنها آخذة في التعافي".وبالنسبة إلى الهند التي تم إسقاطها من مجدها باعتبارها البلد الأكثر وزنا، قال فيلد "إنها كانت في موقف البلد العالي إلى حد كبير لعدم وجود بديل آخر".وأضاف "كانت وجهة النظر العامة حول الأسواق الناشئة سلبية جدا حتى العام الماضي، لذلك كان ينظر إلى الهند على أنها ملاذ لإمكانات النمو عندما كان الناس أكثر تشاؤما بشأن مناطق أخرى. أما الآن فإن البلدان الأخرى تبدو في وضع أفضل مع انتعاش البرازيل، وتخفيف مخاوف الديون الصينية والحماس حول التكنولوجيا، الأمر الذي يساعد كوريا وتايوان".وقال جين "الهند مكلفة للغاية. انتقلت من كونها رخيصة للغاية إلى كونها واحدة من أغلى الأسواق".Image: category: FINANCIAL TIMESAuthor: ستيف جونسون من لندنpublication date: الأحد, أكتوبر 8, 2017 - 03:00

مشاركة :