الفئة السوداوية ماجد الصاعدي ياليت إيليا أبو ماضي يخرج من قبره - مع استحالة ذلك - ونطلب منه فقط قصائد ليفتح نافذة الامل للمتشائمين – الذي لا يعجبه العجب - وما أكثرهم. كيف وهو الذي يقول: قال السماء كئيبة ! وتجهما, قلت: ابتسم يكفي التجهم في السما ! قال: الصبا ولى! فقلت له: ابتــسم, لن يرجع الأسف الصبا المتصرما !! ما ان نشاهد في وسائل الإعلام صورة او خبر او تعليق لمواطن مفكر او مخترع ومبتكر الا وتجد ربعنا وقد شمروا عن سواعدهم وتفانوا في العمل، لا لتحفيزه وتعزيز قدراته والثناء عليه ولكن العكس، فتجد في تعليقاتهم السخرية والتحطيم والتشاؤموكسر المجاديف. ولنا أمثلة كثيرة في ذلك فقبل أيام معدودة وُضع مجسم لفكرة طالب في المرحلة الثانوية تتمحور حول انسيابية الطائفين في المطاف حيث بنى مجسم حلزوني حول الكعبة المشرفة، يبدأ الطائف من اعلى المجسم وينتهي في أسفله. بغض النظر عن الفكرة من ناحية الجواز من عدمه، أخذ تعليم الرس مشكوراً هذه المبادرة من الطالب وكرمه ووضع مجسم الفكرة في ادرة التعليم. جاء دور المجتمع الان فانقسم الناس بين مؤيد ومشجع ومعزز لفكرة الابتكار والاختراع وبين المحطمين المتشائمين السوداويين فكالوا النكات والتعليقات البايخة التي ليس لها لا طعم ولا لون. المشكلة ليست في المؤسسات - ولو كان فيها خلل - المشكلة في المجتمع وثقافة هذا المجتمع. فتعودنا على الاستهلاك ونطالب بالإنتاجية، و تعودنا على المخالفة ونطالب بالنظام، وكل يوم نعيش هذا التناقض بين ما نحن عليه وما نريد الوصول اليه. هذا المتشائم السوداوي يرى كل شيء في المجتمع أسود. فالصحة سيئة للغاية، والتعليم سيء، والشوارع ، حتى القطط في الحي لم تسلم من نظرته المتشائمة.وعند الحديث معه أو الذهاب معه في مشوار قريب تجده لايملك ادنى ما يطالب به، فيقطع الاشارة، ويتجاوز السرعة، ومديره في العمل مستاء من تأخره وغيابه وووو. يجب أن نزيل هذه النظارة السوداء التي نرتديها حتي في الليل الدامس. نزيلها بالعمل والتطبيق الفعلي لما نقول ونريد، لا بالتنظير والاحلام،ولنبدأ بأنفسنا أولا أبدأ انت اليوم وقد نرى أبناءنا، أو أبناء أبناءنايقطفون ثمار جهدنا. وأختم بقوله صلى الله عليه وسلم اذا قال الرجل هلك الناس فهو أهلكهم)فرويت كلمة أهلكُهمبرفع الكاف ومعناها أشدهم هلاكا، وفتحها فهو من أهلكهم.
مشاركة :