يحكى أن رجلا كان يقود سيارته في ليلة ممطرة وأثناء مروره بموقف حافلات تمهل في السير ليرى ثلاثة أشخاص ينتظرون الحافلة؛ امرأة عجوز يظهر عليها علامات المرض والشيخوخة، ورجل ملامحه ليست غريبة عنه وامرأة أخرى عندما تحقق منها فإذا هي زوجته.. فتوقف ونزل وسلم عليهم واكتشف أن الرجل الواقف أمامه زميل دراسة لم يره منذ عشرين عاما وكان أثناء الدراسة يساعده في تجاوز بعض الصعاب التي كانت تواجهه في الحياة وله أياد بيضاء، وأما المرأة العجوز فكانت في حاجة ماسة لمن ينقلها إلى الطبيب للعلاج، واحتار قائد السيارة في أمره كيف سيحملهم في سيارة لا تتحمل إلا راكبين، وأنا سأدعو القراء لمساعدة الرجل، ولعلي أقرأ أفكار بعض الناس، فمنكم من سيقول يأخذ المرأة العجوز لأنها أشد حاجة، وآخر سيقول يأخذ زوجته فهي أولى، وثالث سيقول يحمل صديقه ليرد المعروف، ورابع سيقول يعطي السيارة لصديقه يذهب بالعجوز، وخامس يقول يعطي السيارة لزوجته تنقل العجوز ويبقى مع صديقه يتذاكران الأيام والذكريات الجميلة والسادس يقول سيتظاهر السائق بعدم رؤية الثلاثة ويستمر في طريقه على طريقة (طنش تعش تنتعش). .. هذا السؤال طرحته إحدى الشركات في استمارة اختبار طلب الوظيفة لنحو 300 متقدم أتعرفون من نجح في الاختبار أنه المتقدم الذي أشار (......) أترك لكم إكمال الفراغ.. ولكن من الفوائد المرجوة من هذه القصة التفكير غير التقليدي في إيجاد الحلول والأفكار والتوازن بين العقل والمشاعر وأثر كل واحد منهما على الآخر وتنشيط العقل والتعرف إلى أنماط الناس وتفاعلهم تجاه المواقف التي تصادفهم في حياتهم وتأثير التنشئة والمعرفة والتجارب وغيرها من العوامل في تلك المواقف وتقبل آراء الآخرين بصدر رحب وتدريب الناس على عملية العصف الذهني. أخيرا.. أخبركم بأن الذي فاز بالوظيفة هو الذي كتب واختار بروية وحكمة أن يعطي مفاتيح السيارة لصديقه ليوصل العجوز إلى المستشفى أو هكذا قررت اللجنة وهذه دعوة للجميع للتفكير خارج الصندوق.
مشاركة :