يسود الهدوء العاصمة الليبية بعد اشتباكات دامية استمرت 9 أيام متتالية بين كتائب مسلحة في الأحياء الجنوبية والجنوبية الشرقية من طرابلس. وشهدت شوارع طرابلس أمس الاربعاء ازدحاما لم تشهده طيلة الأيام التسعة الماضية، وساد اطمئنان عام دفع الناس الى التوجه إلى أعمالهم بشكل شبه طبيعي، بعد أن أغلقت دوائر حكومية ومحلات ومصانع وورش خاصة بسبب الاشتباكات. واكتظت الاسواق والمحلات التجارية بالمتسوقين، فيما تصطف سيارات في طوابير طويلة أمام كل محطات الوقود التي مازال بعضها مغلقا بسبب الاشتباكات التي طالت مخازن النفط الرئيسة في طرابلس، الأمر الذي دفع مؤسسة النفط الليبية إلى توصيل الوقود مباشرة من الميناء وتوزيعه على المحطات. ويرجع الهدوء إلى التزام الكتائب المتصارعة إلى الآن باتفاق وقف اطلاق النار الذي تم توقيعه مساء الثلاثاء في مدينة الزاوية، بدعوة ورعاية من بعثة الأمم المتحدة في ليبيا. وينص الاتفاق على وقف جميع الأعمال العدائية وعدم القيام بأي تحركات عدائية أخرى، وعدم التعرض للمدنيين واحترام حقوق الإنسان على النحو المنصوص عليه في القوانين الوطنية والدولية، وعدم المساس بكل الممتلكات الخاصة والعامة، وضمان إعادة فتح مطار معيتيقة والطرق في العاصمة والمؤدية إليها كافة، والامتناع عن اتخاذ أي إجراء قد يفضي إلى مواجهات مسلحة بما في ذلك جميع تحركات القوات أو إعادة تزويدها بالذخائر أو أي أعمال أخرى قد ينظر إليها على أنها مثيرة للتوتر، وضمان احترام الاتفاق من جميع المجموعات المنضوية تحت إمرة الأطراف الموقعة عليه.