شدّد الرئيسان الإيراني حسن روحاني والروسي فلاديمير بوتين الجمعة في القمة الثلاثية مع تركيا بطهران حول إدلب، على ضرورة استعادة دمشق السيطرة على المحافظة، آخر معقل للجهاديين ومقاتلي المعارضة في سوريا. من جهته حذر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان من "حمام دم" في إدلب. أكد الرئيسان الإيراني حسن روحاني والروسي فلاديمير بوتين الجمعة في طهران على ضرورة استعادة حليفتهما دمشق السيطرة على محافظة إدلب، آخر معقل للجهاديين في سوريا. من جهته حذر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الداعم للمعارضة من "حمام دم" ودعا إلى إعلان "وقف لإطلاق النار" في المحافظة الواقعة على حدوده. وجاء ذلك أثناء لقاء قمة جمع الرؤساء الثلاثة في طهران تركز على النزاع السوري المستمر منذ العام 2011 والذي خلف أكثر من 350 ألفقتيل، لا سيما مصير محافظة إدلب الواقعة في شمال غرب سوريا. وتنعقد القمة فيما تتعرض إدلب منذ أيام لقصف سوري وروسي، ووسط تحضيرات من قوات النظام لمهاجمتها وشيكا. وقد حذرت الأمم المتحدة ومنظمات غير حكومية من "كارثة إنسانية" في حال حصول الهجوم. وقال روحاني إن "محاربة الإرهاب في إدلب جزء لا بدّ منه من المهمة المتمثلة بإعادة السلام والاستقرار إلى سوريا"، مضيفا "إلا أن هذا يجب ألا يكون مؤلما للمدنيين وألا يؤدي إلى سياسة الأرض المحروقة". واعتبر بوتين من جانبه أن "الحكومة السورية الشرعية لها الحقّ في استعادة السيطرة على كل أراضيها الوطنية، وعليها أن تقوم بذلك". في المقابل، نبه أردوغان من أن هجوما على إدلب سيؤدي إلى "كارثة، إلى مجزرة ومأساة إنسانية"، متابعا "لا نريد على الإطلاق أن تتحول إدلب إلى حمام دم". ودعا الرئيس التركي إلى إعلان وقف لإطلاق النار في محافظة إدلب، وقال "إذا توصلنا إلى إعلان وقف لإطلاق النار هنا، فسيشكل ذلك إحدى النتائج الأكثر أهمية لهذه القمة وسيهدئ إلى حد كبير السكان المدنيين". واجتمع الرؤساء الثلاثة في مركز للمؤتمرات شمال العاصمة الإيرانية، قبيل اجتماع لمجلس الأمن الدولي حول الوضع في سوريا دعت إليه الولايات المتحدة. وأشار بوتين خلال القمة بأصابع الاتهام لـ"عناصر إرهابية" في إدلب بـ"مواصلة الاستفزازات والغارات بواسطة طائرات مسيرة والقصف". وقال أردوغان من جهته "يجب أن نتوصل إلى نتيجة عقلانية تأخذ بالاعتبار قلقنا المشترك". وأشار إلى إمكانية نقل فصائل المعارضة "إلى أماكن لا يتمكنون فيها بعد ذلك" من مهاجمة قاعدة حميميم العسكرية الروسية في غرب سوريا والتي تستهدف بانتظام بهجمات من طائرات مسيرة، بحسب موسكو. وسيصدر عن القمة بيان مشترك. والتقى أردوغان وروحاني في لقاء ثنائي قبل انعقاد القمة الثلاثية، ثم اجتمع الرئيس التركي مع بوتين. وأصبحت الدول الثلاث لاعبة أساسية في النزاع السوري وقادت عملية أستانا التي أرست مناطق خفض توتر في سوريا، بينها إدلب. وبدأت محادثات استانا بعد التدخل الروسي في سوريا في 2015 الذي شكل نقطة تحوّل في النزاع لصالح النظام برئاسة بشار الأسد. وطغت محادثات أستانا على مفاوضات جنيف التي كانت تقودها الأمم المتحدة ولم تؤد إلى نتيجة رغم عدّة جولات عقدت بين ممثلين عن الحكومة والمعارضة. وتأوي محافظة إدلب نحو ثلاثة ملايين شخص، وفق الأمم المتحدة، نصفهم من النازحين، بمن فيهم عشرات الآلاف من مقاتلي المعارضة الذين تم إجلاؤهم مع مدنيين على مراحل من مناطق عدة في البلاد كانت معاقل للفصائل المعارضة قبل أن يستعيدها النظام. وكان مقاتلو المعارضة سيطروا على إدلب في العام 2015. وتسيطر هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقا) على الجزء الأكبر من إدلب بينما تنتشر فصائل إسلامية أخرى في بقية المناطق وتنتشر قوات النظام في الريف الجنوبي الشرقي. كما تتواجد هيئة تحرير الشام والفصائل في مناطق محاذية تحديداً في ريف حلب الغربي (شمال) وريف حماة الشمالي (وسط) واللاذقية الشمالي (غرب). فرانس24/ أ ف ب نشرت في : 07/09/2018
مشاركة :