بعض اللغات تحوي جملاً بسيطة تكون أشبه بعصا سحرية تنفتح لها الأبواب. ومثال ذلك في اليابان عبارة تصفها شيهوكو غوتو، الباحثة بمركز ودرو ويلسون الأميركي، بأنها "تيسر كل السبل"، إذ تشيع باختلاف المواقف وإن صعب على الأجنبي إدراك فحواها. إنها عبارة: "يوروشيكو أونيغايشيماسو"! وقالت "بي بي سي" على موقعها الإلكتروني الليلة قبل الماضية، إن هذه العبارة لا بديل عنها في اليابان، وتتردد آلاف المرات كل يوم في سياقات مختلفة، ولكن يجد المرء ترجمتها أمراً "عويصاً" يحار له، إن لم يكن على دراية بتلك البلاد. توضح غوتو أن "العبارة تعبير عن الاحترام والتقدير، ترافقها عادة انحناءة تتراوح بين إيماءة صغيرة إلى انحناء كامل، وهي عبارة أساسية لتقدير الجميع باختلاف مهاراتهم، أبادر بها مصفف الشعر قبل تحديد موعد زيارة الغد، كذلك أستعين بها بنبرة أكثر جدية في طلب لقاء الطبيب، فالمصفف والطبيب كلاهما يقوم بدور لازم للمجتمع وتلك العبارة تذلل كثيراً من الصعاب". ورغم أن العبارة كثيرا ما تترجم في كتب تعلم اليابانية وكتيبات السفر بـ"سعدت بلقائك" أو "استودع نفسي بين يديك"، لكن تلك الترجمات دون الاستخدامات الشتى لها، والتي تجسد ثقافة اليابان بلداً وشعباً. ويمكن اعتبار "يوروشيكو أونيغايشيماسو" تحية تنفرد بها اليابان، وتتكون من جزأين: "يوروشيكو" وتعني حرفياً "بلياقة" أو "كما ترى"، و"أونيغايشيماسو" وهو فعل مصدره "أونيغاي" بمعنى الطلب أو الالتماس. وبجمع الجزأين نخرج بجملة من قبيل "بلياقة أجبني!"، ويكفي عند الحديث الودي مع الأصدقاء والمعارف الاكتفاء بـ"يوروشيكو".
مشاركة :