في تناقض عجيب ولكن غير مستغرب، قال أحمد بن جاسم آل ثاني، وزير الاقتصاد القطري، إن مقاطعة الرباعي العربي لم يكن لها أثر سلبي في اقتصاد بلاده، زاعماً أنها كانت نعمة، من خلال توجهات الدوحة إلى أسواق جديدة والبحث عن تنويع الاستثمارات حول العالم. ما قاله الوزير يتناقض مع ادعاءات نظام الحمدين الذي يحاول الترويج إلى أن المقاطعة إنما هي «حصار» اقتصادي، وحاول أن يرفع الأمر إلى الأمم المتحدة، ولكنه اصطدم بالحقائق وبواقع دولي لا يستمع إلى ترهات. الوزير زعم خلال مقابلة مع «بلومبيرج» في برلين إنه ومنذ المقاطعة، ارتفعت الصادرات القطرية بنسبة 19%، في حين ارتفعت تجارتها العالمية بنسبة 16%، وتوقع أن يكون النمو هذا العام الأسرع، فعن أي دولة يتحدث الوزير؟ يحاول آل ثاني أن يروّج لمقولة جديدة بأن المقاطعة «من وجهة نظر اقتصادية أصبحت وراءنا.. نحن نقوم بعمل ممتاز»، ولكن الواقع مختلف كلّياً، فالاعتماد القطري على تركيا وإيران وباكستان، يعني بالمنطق أن الدوحة في مركب اقتصادية غارقة، وأثر الأزمات المالية والاقتصادية في هذه الدول ستكون على اقتصاد الدوحة كوارث مالية واقتصادية. الأسواق الجديدة التي عدّدها الوزير بأنها ملاذ الدوحة الآمن اليوم ، جميعها غارقة أو على شفا أزمات مالية واقتصادية خانقة، فعن أي نعمة يتحدث الوزير؟.
مشاركة :