طريق الملك عبدالعزيز أحد أهم الطرق في العاصمة الرياض، وكان تقاطعه مع طريقي الثمامة والإمام سعود بن فيصل، يعتبر كابوساً في ساعات الذروة ومشكلة مرورية حقيقية لشدة الضغط عليه من جهة، وعدم احترام وتطبيق الأحقية، وهو ما يحدث في كل الدوارات تقريباً. طورت أمانة الرياض الموقع بحل مروري غير تقليدي، ويحقق التدفق المستمر أراه مبدعاً، لأنه ببساطة قضى على المشكلة، لكن البعض تذمر من الحل أيضاً، لأنه يحتاج بعض التركيز، إذ ينبغي في جزئية صغيرة السير بشكل مخالف للمعتاد، وأدعي أنها سابقة على رغم وجود الفكرة نفسها تقريباً وتطبيقها بنجاح في طريق الأمير تركي بن عبدالعزيز الأول في المنطقة القريبة من تقاطعه مع طريق مكة المكرمة. كان لا بد من عمل شيء ما لهذا الجزء من الطريق، كان هناك حتمية للتغيير، حتى لو لم يعجب البعض، وهذا البعض بالمناسبة وبعد التجربة والتحقق من جودة النتائج ستتغير قناعاته إذا كان منصفاً، أما أولئك المتذمرون دوما، فلم نتعود منهم الإنصاف والهدوء عند الحكم على أي تغيير صغر أم كبر. ما حدث مثال صغير على حتمية التغيير، وتفاعلات الناس أو انطباعاتهم مع وعن التغيير، وتفاوت هذه الانطباعات تبعاً للمرحلة العمرية بحيث يزداد قبول التغيير في الاعمار الأصغر ربما لقلة الاعتياد على الرتابة، لكن الغريب أن البعض يتذمر من المشكلة، ويتذمر من الحل، ولا حل بديل لديه. على نطاق أوسع؛ لطالما اشتكى البعض من مزاحمة الاجانب، وعدم تأهيل كثير منهم، وضغطهم على الخدمات والوظائف، ثم حين طبقت إجراءات «تفلتر» كل هذا، وتتيح فرص عمل، وتخفف الزحام، والضغط على المرافق، ظل هذا البعض يشتكي، وكل يفصل شكواه على مصالحه الشخصية. أيضاً عندما نفذت سياسات تتعلق في العقار والمقيمين وانخفضت الأسعار والإيجارات سمعنا أصوات تعترض، على رغم أن كثيراً منها كان يشتكي من ارتفاع أسعار العقارات والإيجارات، والموضوعان الأخيران يحتاجان لتفصيل ربما يتصل الحديث عنه في مقالات لاحقة. لم يكن بالإمكان استمرار كثير من أحوالنا على مسارها القديم، وكان لا بد كسر كثير من البيئات المعتادة من دون خشية، الخشية من التغيير بالدرجة الأولى، الخشية التي تحمل في طياتها رغبة البعض أن يستمر كل شيء كما كان عليه، ليس لأنه الأفضل أو الأجمل، لكن لأنه الاعتياد والإحساس الواهم بالأمان. في حل مشكلة الطريق أعلاه كان المطلوب قرار جريء وتنفيذ سريع ومتقن، وهذا يذكرنا بروح الرؤية السعودية في تعاطيها مع ما تراكم من مشاكلنا التي طالما تحدثنا عنها، وحلمنا بحلول كثيرة، وعندما باتت قاب الواقع أو أدنى تنفيذياً برزت عند البعض رهبة كسر الاعتياد. حسنا؛ ربما عليهم التعود على مفاجآت كثيرة، ليصبح التغيير والتطوير الدائم هو ما سنعتاد عليه بإذن الله. يقول شاعر شعبي: شابت لحانا وما لحقنا هوانا * عزي لمن شابت لحاهم على ماش ويبدو من الآن وصاعداً أن من يهوى التغيير والتطوير والانعتاق وبعض العود إلى ما افتقدنا لن تشيب لحيته إلا وقد لحق هواه. mohamdalyami@
مشاركة :