حتميّة حتميّات التغيير

  • 3/28/2020
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

عبد اللطيف الزبيدي هل تشك في أن قانون الغاب في السياسة الدولية، كان في حاجة إلى قوة تقول: «قف»؟ تحدثنا عشرات المرات في هذا العمود، عن أن انهيار منظومة القيم في العلاقات الدولية، نذير بانهيارات كبرى. لا أحد كان يعلم أن الفيروس التاجي، سيطيح تاج النظام العالمي السياسي الاقتصادي، الذي صار أخطر معربد عابث بالقوانين والأعراف والأخلاق. كان الكوكب وضعفاؤه بالذات، في حاجة إلى كائن يقول للاستهتار بالإنسانية «ستوب». فسّرها كما تشاء، احسبها كما طاب لك، بالإيمان، بالعقيدة. كان القلم يقول دائماً: إن فلسفة التاريخ لا يمكن أن تسمح بأن يصبح العبث والباطل والظلم هي الحق الذي يحكم الكون والحياة، هي مبرر الخلق والوجود والكينونة. النظام العالمي جاوز كل صفاقة وانفلات، وصار يدّعي امتلاك الأرض وما عليها وما تحت الثرى. أنت حرّ، فكّر كما تريد، قل ما يحلو لك. ما حدث بالضبط، شاء من شاء وأبى من أبى، هو أن حدثاً جللاً وقعت واقعته، ويفرض على الكوكب إعادة النظر في كل الشياطين الكامنة في تفاصيل موازين القوى التي يقوم عليها النظام العالمي، الذي تتحرك الرمال تحت قواعده ودعائمه. بالسلام، بالحرب، بالمنظمات الحالية، بنسخ مطورة، معدلة، محسنة، أو جديدة كلياً، سيكون على الدول الكبرى التفكير الجدّي في إخراج مختلف للروابط العالمية. عنجهية ناظر المدرسة الشرس لم تعد تجدي نفعاً.على البشرية الاستعداد للأشد قساوة ومرارة. الاقتصاد هو الدورة الدموية الكاملة. ضروب الخلل المحتملة آثارها خطرة على القلب والجهاز العصبي المركزي. دماغ العالم اليوم الولايات المتحدة، وتغيير النظام العالمي، يعني تغيير المخ أو إخضاعه لعملية جراحية، أو جعل الجهاز العصبي في الكوكب مثل الجهاز الذي في الحشرات، متعدد المراكز أو النقط العصبية. مركزية قمرة قيادة العالم، ليست في سهولة تغيير ناطور البناية، الإمبراطورية هي «سيد العالم بحاله». المسألة لا تشبه الربيع العربي، مئات ألوف يصرّفون فعل رحل في الأمر في المخاطب المفرد، ارحل، فيرحل. على الشعوب أن تستعد، لكن النظام العالمي سيتغير على نحو ما، جذرياً، نسبياً، دفعة واحدة أو على مراحل، هل ستزلزل الأرض زلزالها، أم ستصبح أهوال الجحيم حائلة دون جنون الحرب العالمية؟ التغيير آت، آت، آت.لزوم ما يلزم: النتيجة التدويخية: العالم كله سيتغير، والبراهين ألوف. لكن، لا يوجد دليل ولو بحجم فيروس على أن طريقة التفكير العربية ستتغير. abuzzabaed@gmail.com

مشاركة :