جامعة القصيم لا تُرى ولا تُسمع

  • 12/29/2014
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

هي ثيّبٌ يتخلٌّق في أحشائها (أكداسٌ) من أجنّةٍ طلاّبيّة مِنهم مَن سبق عليه القول، ومنهم مَن هو دون ذلك وما بدّلوا تبديلا ثم لا تلبث أن تَدفع بهم بعد سنواتٍ أربع -أو تزيد- في دورةٍ من الحَبل التعليّمي، ذلك أنّ لها مخاضاً اعتياديّاً في نهاية كلّ عامٍ شأنّها في ذلك شأنَ أي مدرسةٍ ثانوية ليس لها من الأمر شيءٌ غير أنّ الأسماءَ فيها قد تغيّرت على نحوٍ يُذكّرك قول المَثَل الشرود: أما الخيام فإنها كخيامهم وأرى نساء الحي غير نسائها!، فما الجامعةُ إذن غير كيانٍ تلحقه تاء التأنيثِ فتُعربُ بالتالي إعراب: المؤنث السالم من أيّ نجازٍ أو نفعٍ متعدٍ ما ألزمها علامةً إعرابيّة واحدة وهي: الكسرة ذلك أنّها لم تبرح حالة (الجر) إلى الخَلف/ والخُلف. ولئن سألت: الجامعةَ عن أساتذتها (الدكاترة) لتقولنَّ: إنّهم إلا كـ:الأسماك بل هم أضلّ سبيلا إذ ليس لأحدهم أن يتنفّس خارجَ هذا: الحوض المائي الضّيق وما إن يَهم أحدهم بالخروج حتى يستفرغ كل: أوكسجينه دفعةً واحدةً فيموت ولا تحين ساعة بعثه: حيّاً إلا من صبيحة الغد لما أن يلج: حوضه في دورةٍ مملةٍ رتيبة! لا بُرهانَ لأيّ دكتورٍ ينتمي لهذه (الثانوية الكبيرة) عفوا فلقد نُسّيت حقيقة اسمها بسببٍ من سلبية دورها وضمور فاعليتها.. ما علينا المهم: أنّه لا برهانَ لأي واحدٍ من دكاترتها يُمكنه الاستدلال به على أنّ له نفعاً خارج قاعة الدرس المحشورة بين أسوار: جامعته على نحوٍ يشهدُ له بالحضور (المجتمعي) في منطقة القصيم.! بل إنّ جملةً منهم يقطنون حيّاً واحداً فلا تكاد تُفرّق ما بينهم وبين أيّ (عاميٍّ) من جيرانهم باستثناء دمغةٍ (استكر) قد استقرّ في أقصى جبين سيارته.! لم أشأ أنّ أحدّد نوعية هذا (النفع) إذ هو معنىً أوسع بكثير- وأشمل- من أن يُحصر في كليمةٍ يحظى بها (جماعة مسجده) من بعد إلحاحٍ، وغالباً ما تأتي تلك الموعظة مرتبكةً ما يجعلك تفهم جيداً سِرَّ هذا الهزال الذي عليه مخرّجات الجامعة! النفع - والدور الذي يجب أن يضطلع به الأكاديمون- جد كبير وبالإمكان أن نتساءل ثانيةً: هل أنّ أحداً منهم قد عُني بشأن الاحتقان الطائفي/ وأجهد أكاديميّته في الإسهام في صناعة مجتمع السّلم برؤى استباقيّة تَحذرُ: الإرهاب وتُجفّف منابعه قبل أن يصبح: ظاهرةً إذ ما من أحدٍ فينا إلا وقد تأذى من لهيب سُعارها.! هذا مجرد مثلٍ ويمكنكم أن تسحبوا على منواله أمثلة أخرى من شأنها أن تُسفر عن السلبيّة التي عليها الجامعة، إذ لا أساتذة ولا مراكز بحوث لها عنايةٌ بتعزيز الهويّة أو بالاشتغال تنموياً (وطنياً) أو حتى محضُّ حمل (الهَمّ) فقليلٌ منهم إذا ما التقيتَه صُدفةً تجد أنّ هذا من أولويات دوره بوصفه: أستاذا جامعيّاً يشعر بثقل المسؤوليّة أمانة! يبقى أن نتساءل: هل لأن العيب كامنٌ فيهم أم في أنظمة الجامعة أم هو في كليهما؟! نقلا عن مكة

مشاركة :