حذر رؤساء تنفيذيون لبعض أكبر شركات الإنتاج وخدمات حقول النفط هذا الأسبوع من أن صناعة النفط الصخري في الولايات المتحدة آخذة في التباطؤ بسبب تراكم التحديات اللوجستية، بما في ذلك تكاليف العمالة والافتقار إلى الطاقة الكافية لخطوط الأنابيب. وتتجمع الأدلة على أن طفرة الصناعة التي بدأت قبل عامين، آخذة في التراجع، ولا سيما فيما كان مركزها المتوهج؛ حوض بيرميان الواقع غربي تكساس وشرقي نيو مكسيكو. في مؤتمر باركليز في نيويورك الأسبوع الماضي، سلط الرئيسان التنفيذيان لشركتي شلومبرجير وهاليبرتون، وهما على التوالي أكبر وثالث أكبر شركات خدمات حقول النفط المدرجة في العالم، الضوء على حدوث تراجع في عدد من الآبار الجديدة التي يجري استخدامها في عملية الإنتاج. تحدث جيف ميلر، الرئيس التنفيذي لشركة هاليبرتون، عن "انخفاض الحاجة الملحة لدى العملاء"، الأمر الذي فرض ضغوطا على الأسعار التي يمكن للشركة تحصيلها في عدة أجزاء من الولايات المتحدة. وإلى جانب تأخير مشاريع في الشرق الأوسط، أضاف ميلر أن التباطؤ سيخفض ما يراوح بين ثمانية وعشرة سنتات من أرباح سهم هاليبرتون في الربع الثالث، التي كان من المتوقع أن تبلغ 52 سنتا تقريبا. وأغلقت أسهم الشركة منخفضة 6 في المائة تقريبا عقب تصريح ميلر يوم الأربعاء. وبالمثل حذر بال كيبسجارد، نظيره في شلومبرجير، من أن سوق التكسير الهيدروليكي في أمريكا الشمالية "تراجعت بالفعل أكثر بكثير مما توقعنا" في الربع الثالث. وقال إن حوض بيرميان على وجه الخصوص واجه مجموعة من التحديات يتوقع أن يكون لها "تأثير سلبي على نمو الإنتاج، والأسعار عند رأس البئر، ومستويات الاستثمار في العام المقبل". وصباح الخميس انخفضت أسهم مجموعة ويير، وهي شركة هندسية في المملكة المتحدة، بنسبة 7 في المائة في التعاملات المبكرة بعد أن حذرت من "ضعف كبير" في الطلب الأمريكي الشهر الماضي، ومن بعض حالات "إرجاء" الطلبيات من شركات النفط والغاز. وتصنع الشركة المضخات التي تستخدمها صناعة الزيت الصخري في عملية التكسير الهيدروليكي: وهي عبارة عن ضخ مزيج من الماء والرمل والمواد الكيماوية في الآبار تحت ضغط عال لإحداث تشققات في الصخور وإطلاق النفط والغاز. وتباطأت صناعة الزيت الصخري على الرغم من أن سعر الخام الأمريكي المرجعي تجاوز خلال معظم الأشهر الأربعة الماضية مستوى 65 دولارا للبرميل الواحد. وسلط الرؤساء التنفيذيون الضوء على المشكلات الناجمة عن تركيز جزء كبير من الزيادة في النشاط في حوض بيرميان خلال تحسن الصناعة في العامين الماضيين. من ذلك ارتفاع تكاليف العمالة والمعدات، ووجود صعوبات في التخلص من المياه غير المرغوب فيها ومن الغاز الطبيعي المنتج إلى جانب النفط، وفوق ذلك وجود نقص في طاقة خطوط الأنابيب لنقل النفط الخام من براري غرب تكساس إلى المصافي ومحطات التصدير على طول ساحل خليج المكسيك، الأمر الذي أدى إلى تقويض اقتصاديات إنتاج النفط في المنطقة. بيل توماس، الرئيس التنفيذي لـ "إي أو جي ريسورسيس" EOG، وهي إحدى أكبر شركات التنقيب والإنتاج في الولايات المتحدة، قال في مؤتمر باركليز: "عندما تركز على حوض واحد، لعبة واحدة، يصبح في غاية الصعوبة الاستمرار في معدلات نمو عالية". كان الانتعاش في صناعة النفط الصخري في الولايات المتحدة منذ عام 2016 ملحوظا، ما أدى إلى زيادة إنتاج النفط الخام في البلاد بواقع 1.5 مليون برميل يوميا خلال الـ 12 شهرا المنتهية في تموز (يوليو). ويتناقش المسؤولون التنفيذيون في الصناعة الآن حول ما إذا كان التباطؤ مجرد توقف ضروري لالتقاط الأنفاس، أم إشارة إلى أن النمو المتهور خلال العامين الماضيين يمكن أن يكون قد انتهى إلى الأبد. جادل كييسجارد بأن مشكلة أكثر جوهرية من الصعوبات اللوجستية التي تسببت في التباطؤ الحالي ربما تكون قائمة في بيرميان. وشدد على تزايد انتشار الآبار "الصغيرة"، التي تم حفرها بالقرب من الآبار "الرئيسية" القديمة، وعرض تحليلا لشركة شلومبرجير يشير إلى أن هذه الآبار حققت إنتاجا أقل، قياسا إلى طولها ووزن الرمل المستخدم في عملية التكسير الهيدروليكي لجعلها تدخل مرحلة الإنتاج. وختم قائلا: "هذا يشير إلى أن إمكانات النمو في حوض بيرميان قد تكون أقل مما كان متوقعا في السابق". مع ذلك بدا ميلر، من شركة هاليبرتون، أكثر تفاؤلا بشأن التوقعات طويلة الأجل بالنسبة للنفط والغاز في الولايات المتحدة. وقال على الرغم من المشاكل الآنية "ما زلنا في المراحل الأولى من دورة أمريكا الشمالية القوية". وقال توماس إن توقعات EOG لحوض بيرميان "بشأن النمو ربما تم تخفيفها أكثر مما فعل معظم الناس". وأضاف: "سينمو بالتأكيد خلال السنوات القليلة المقبلة، لكنه سينمو بوتيرة بطيئة كل عام ولن يكون هو الشيء الذي سيدمر أسعار النفط مرة أخرى لأنه سينمو بسرعة كبيرة". لكن تريشا كيرتس، من "بترونردز"، وهي مجموعة بحثية، قالت حتى لو كان كيبسجارد على حق فيما يتعلق بمسألة تباطؤ الإنتاجية، فإن ذلك ببساطة يشكل حافزا للابتكار الجديد في مجال الصناعة. وقالت: "ظل الناس يقولون ’هذه مشكلة لا يمكن للصناعة حلها‘، لكن وبطريقة ما، دائما ما تجد هذه الصناعة وسيلة. هنا يكمن التحدي، لكنه يمثل أيضا الفرصة
مشاركة :