أكد السوري محمد شيخ مصطفى، الذي وصل إلى فرنسا عام 2014 واستقر في مدينة ديكازفيل ليكون مدربًا اجتماعيًا ومترجمًا للعائلات السورية بعد العمل في المدرسة، أن قناة الجزيرة القطرية وتركيا وأصدقاء بشار الأسد، حولوا الثورة التي انطلقت في 2011 إلى صراع مسلح. وقال محمد في مقابلة مع مجلة "لاديبيش" الفرنسية، ترجمتها عاجل: وصلت إلى فرنسا عام 2014، هاربًا من بلدي، بينما كانت الحرب قد بدأت للتو، فالثورة السورية التي بدأت في مارس 2011؛ لتنهي دكتاتورية بشار الأسد، أعطتنا الأمل في مرحلة جديدة من الحرية الديمقراطية واحترام حقوق الشعب التي انتُهكت منذ حافظ الأسد، والد بشار. وأضاف: "لكن تدخل إيران والروس أصدقاء نظام الأسد وبعض الدول ومنها تركيا حولوا مسار الثورة إلى نزاع مسلح، وبدأ الجيش في استخدام القوى ضد المدنيين، فهربت إلى كوباني، ثم حلب، وبسبب تنظيم داعش ذهبت إلى اسطنبول ومنها إلى أوروبا". وفيما يلي نص الحوار: لماذا هربت من نظام الأسد؟ في سوريا، ولمدة أربعين سنة، لم يكن لدينا "سياسة" حقيقية، بل دكتاتورية مع قوات مسلحة تسيطر على كل شيء: الإعلام والتعليم والصحة والمجتمع المدني. أخبرتنا أنك تكره وسائل الإعلام.. ما رؤيتك لأداء وسائل الإعلام حول النزاع السوري؟ في سنوات الحرب الأهلية، فقدت وسائل الإعلام دورها في نقل المعلومات؛ لأنها أصبحت جزءًا من الصراع، فالقنوات الشهيرة مثل "الجزيرة" كانت تحث المتظاهرين على حمل السلاح والانضمام إلى المنظمات الإرهابية مثل جبهة النصرة وداعش. وماذا عن وسائل الإعلام الأجنبية؟ المشكلة هي أن أحداث هذا الصراع تعتمد على القصص التي يرويها السوريون الذين لديهم وجهة نظر مختلفة عن الصراع، على سبيل المثال وسائل الإعلام لا تذكر معسكر الزعتري، وهو مخيم للاجئين السوريين في الصحراء الأردنية شرق المفرق. هناك أكثر من 100 ألف شخص يعيشون في مساحة 5000 متر مربع منذ عام 2012 في غرف مسورة فقط بدون نوافذ، ودرجة الحرارة يمكن أن تصل إلى 60 درجة في الصيف. ما رؤيتك ل دور الدول الخارجية بالتحديد في هذا النزاع؟ في الواقع، ليس السوريون هم الذين يسيطرون على أراضيهم، بل الروس والإيرانيين والأتراك والأكراد. الهدف بالنسبة لتركيا هو حماية حدودها مع الأكراد. حتى لو كان هدف هذه الدول هو تدمير "داعش" هناك أيضًا في القامشلي، وهي مدينة سورية، آبار نفطية الكل يسعى للسيطرة عليها. وتحولت هذه الحرب إلى أنظمة سياسية وعسكرية واقتصادية، الجميع يبحث عن مصلحته الخاصة، ولذلك لم يستطع أحد إيجاد مخرج لهذا الصراع منذ ثماني سنوات. ما الدور الذي لعبه بشار الأسد في صعود داعش والمتطرفين؟ بشار الأسد وراء كل الأحداث في سوريا، أعطى الحرية للجماعات المتطرفة من خلال إطلاق سراحهم من السجن لتشويه سمعة الثورة، فعل كل ذلك فقط للحفاظ على مكانه بعد أن شعر أنه في خطر، لمدة 20 عامًا، لم يفعل أي شيء للتحرك نحو الديمقراطية، استخدمت الدولة الدين في سوريا لأغراض سياسية.
مشاركة :