اليمين المتطرف المعادي للهجرة، الذي حقق تقدماً واضحاً لكنه فشل في قلب الطاولة على الأحزاب التقليدية وتجاوز عتبة الـ 20 في المئة من الأصوات. وحل التحالف الانتخابي، الذي يقوده حزب الاشتراكيين الديمقراطيين الحاكم "يسار الوسط" بزعامة رئيس الوزراء ستيفان لوفين، في المرتبة الأولى، بفارق ضئيل جداً مع الائتلاف، الذي يقوده حزب المعتدلين المحافظ "يمين الوسط"، بينما حل حزب "ديمقراطيو السويد" القومي اليميني المتطرف المعادي للهجرة في المرتبة الثالثة. وبعد اكتمال فرز معظم الأصوات، أمس، سجل الائتلاف اليساري، بزعامة لوفين، ويتألف من حزب الاشتراكيين الديمقراطيين وحزب الخضر وحزب اليسار، تقدماً ضئيلاً على ائتلاف اليمين المعارض بقيادة حزب المعتدلين المحافظ الذي يتزعمه أولف كريسترسون. وفي خطوة قد تعقد المفاوضات لتشكيل ائتلاف بين يمين ويسار الوسط، رفض رئيس الوزراء اليساري دعوات المعارضة اليمينية المطالبة باستقالته قائلاً، إنه وحكومته سيبقون في مناصبهم. وقال لوفين لمؤيدي الحزب، مساء أمس الأول، "الأمر متروك لجميع الأطراف أن تنتظر النتيجة النهائية للانتخابات". ولم يتم إحصاء جميع أوراق الاقتراع البريدية وأصوات المقيمين في الخارج. ومن المتوقع أن تعلن النتائج النهائية غداً. وحصل حزب الاشتراكيين الديمقراطيين منفرداً على ما بين 25.4 و26.2 في المئة من الأصوات بتراجع نحو خمس نقاط مقارنة بالانتخابات التشريعية لعام 2014. ويعود هذا التراجع إلى سياسة الهجرة، التي اعتمدها لوفين وأتاحت دخول 160 ألف طالب لجوء عام 2015، وهو رقم قياسي في أوروبا مقارنة بعدد السكان. وبرر لوفين فتح الحدود أمام المهاجرين بالقول، إن "أوروبا لا تقيم جدراناً"، إلا أنه بعد شهرين تراجع وأعاد العمل بالرقابة على الحدود. ولم يعتبر اليمين المتطرف تبدل موقف لوفين كافياً، وهو يرى في الهجرة "تهديداً ثقافياً" ويطالب بإعادة مئات الآف المهاجرين إلى بلدانهم. ورغم أن حزبه لم يتمكن من قلب الطاولة على الأحزاب التقليدية، أعلن زعيم "ديمقراطيو السويد" جيمي أكيسون فوزه في الانتخابات، وقال بعد أن أظهرت النتائج أن حزبه في المركز الثالث بنسبة تتراوح بين 16.3 و19.2 في المئة، بعد أن كان حصل عام 2014 على 12.9 في المئة: "لقد عززنا دورنا، سيكون لنا تأثير أكبر في البرلمان". ولفت أكيسون إلى أنه سيدعو زعيم حزب المعتدلين المحافظ أولف كريسترسون، لإجراء محادثات في محاولة لتشكيل حكومة جديدة. وقال القيادي في "ديموقراطيو السويد" ماتياس كارلسون، إن "الوقت حان لكي تتحمل الأحزاب الأخرى مسؤولياتها وتبدأ بالنقاش مع حزب ديموقراطيو السويد".
مشاركة :