خبراء علم نفس واجتماع يوضحون سبب ظاهرة تفشي جرائم الأسرة

  • 9/11/2018
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

انتهى بنا المطاف إلى أن تتحول الأسرة من مصدر الأمان الوحيد إلى المصدر الأول للجرائم البشعة في يومنا هذا، اختلفت أسباب الجرائم ولكن النتيجة واحدة سواء قتل الأم، الزوجة، الأبناء أو الأب، مثلما أطلت علينا إحدى الجرائم البشعة مؤخرا وهي قتل طفلي قرية " ميت سلسيل" بمحافظة الدقهلية واعتراف الأب بقتلهما ليبرر فعلته بأنه رحمهما من صعوبة الحياة، ليصل بنا الجهل المدقع في نفوس البشر اليوم بجريمة خرجت من كونها مجرد فعل يعاقب عليه فاعله، لكنها "مجزرة" بالمعني اللفظي حدثت في "شقة " بمدينة الشروق، مرتكبها " غفير " لأحد العقارات وقتل فيها الأب زوجته لاتهامها بخيانتها له وقتل أبناءه الأربعة لشكه في صحة نسبهم إليه فقام بتخديرهم بالكامل وذبحهم الواحد تلو الآخر "بدم بارد".والجدير بالذكر أن قائمه الجرائم البشعة داخل الأسرة التي تصدرت ساحة الأخبار والحوادث، فهي تدق ناقوس الخطر على مصير حياة وتربية الأبناء من الجيل القادم، فقد رصدت " البوابة نيوز عدة جرائم بشعة مكررة منهم من قتل جدته ظنا منه أنه تشك في سلوكياته، ومنهم من ذبح أطفاله لتعاطيه أقراص المخدرات، وآخر قتل ابنتيه وألقى بجثتيهما في الصحراء، فهنا "العذر أقبح من الذنب " في كل الحالات التي ذكرتها، أكد أطباء نفسيون أن الدافع وراء عمليات القتل داخل الأسرة هو "انفصام الشخصية" وشك الجاني في كل من حوله حتي قد يصل الأمر إلى شكه في أقرب الناس إليه مثلما حدث في الجرائم السابقة التي حدثت داخل الأسرة.ولكن المشكلة لا تكمن في كونها مشكلة "نفسية" فقط فالمشكلة لها عدة محاور، فالمحور الاجتماعي منها هو الأهم في كل ذلك، والاهم أيضا أن تمنع المؤسسات الثقافية والتربوية في الدولة المشكلة قبل حدوثها وليس البحث عن حلول ومعالجة النتائج حتى تتفشى مثل هذه "السلوكيات" في مجتمعنا، فالأمر برمته أصبح خارج السيطرة تماما.وفي سياق متصل أوضحت الدكتورة " أمال عبدالحميد" أستاذ علم الاجتماع بجامعة عين شمس: أن الأسرة هي البناء الاول للطفل ويأتي معها المدرسة والمؤسسات الدينية وأن حدوث أي قصور في هذا البناء منذ الصغر سيحدث مثلما نري اليوم، فغرس القيم الثقافية والتربوية بداخل الطفل هي الأهم على الإطلاق والقصور في هذه القيم سيحول مثل هذه الجرائم البشعة التي تحدث في الأسرة اليوم إلي " ظاهرة" لا يمكن التصدي لها فيما بعد.وأضافت: أنا من وجهة نظري أن يتم معالجة هذه الظاهرة والتصدي لها بدراسة "نفسية اجتماعية" ترصد كل الأسباب وراء فعل هذه الجرائم المشينة تجاه الأقارب من الدرجه الأولى في الأسره، فليس السبب هو الحالة الاقتصادية ولكن هناك عوامل اجتماعية نفسية مثل سوء تربية النشء وتعرضهم للقهر أو "التنمر" منذ الصغر، فكل هذه العوامل تقلل ثقتهم بنفسهم وتفقدهم القدره على السيطرة  والاحتفاظ بالمبادئ التي يغرسها فيهم الأم أو الأب فيجب دعم وتثبيت هذه القيم التربوية والمبادئ بالتكرار ليتم العمل بها لا اراديا، والتصدي لهذه الظاهرة ليس بالأمر اليسير فيجب علي المؤسسات الدينية والثقافية أن تقف حائط " صد" لتقي الناس والمجتمع من التعايش مع مثل هذه " الظاهرة" الشرسة.وأكدت الدكتورة "سميحة نصر" أستاذ علم النفس: أن سبب هذه الجرائم هي أن الأطفال المهملة اجتماعيا التي تلقي سوء معاملة من أحد الوالدين أو كلاهما تتعرض لتربية المجتمع نفسه بكل سلوكياته السلبية قبل الإيجابية، فمثل هذه الظروف هي التي تضع لنا هذه النماذج التي نراها اليوم داخل الأسرة والتصدي لهذه الظاهرة يجب أن تبدأ من الأطفال وعلى الأسر أن تعي طريقة تربية أطفالها وتجنبهم أي سلوك سلبي قد يلجأون له فيما بعد، فالنماذج التي أمامنا اليوم وصلت لمرحلة أن "القتل" هو الحل الأمثل والمريح لجميع الأطراف سواء قتل نفسه أوقتل من حوله.

مشاركة :