اعقلها يا علي.. وتوكل

  • 9/14/2018
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

لم يكن اختيار سمو الشيخ ناصر للشيخ علي بن خليفة آل خليفة رئيسا للجنة المنظمة العليا لدوري «ناصر بن حمد» محض صدفة أو بصورة عشوائية، بل جاء الاختيار بدقة معبرا عن منطلقات وثوابت وجدها سموه فيه، ومن أبرز تلك الثوابت مسألة الشفافية التي يتمتع بها الشيخ علي وحرصه على المال العام، وهو أمر مهم جدا في هذا الوقت، وخير دليل أن الجميع شاهد سقوط أكبر امبراطورية لكرة القدم «الفيفا» بالضربة المالية القاضية أيام بلاتر، والآتي هو أكبر.  الأمر الآخر هو أن الرجل يتقبل الحوار، أي أنه لا يشكل على أي لجنة حاجزا أو عبئا أو تفردا بالرأي، وهذه من الأمور مهمة جدا للخروج بمحصلة إيجابية في عملية رسم خطة جديدة للنهوض بمستوى لعبة كرة القدم في المملكة، وليس الدوري فقط.  ثم الأمر الآخر مسألة الخبرة المتراكمة للشيخ علي، فهو يعرف المخارج والمداخل السلبية لكيان الاتحاد والدوري وعموم اللعبة، ثم هناك أمور إيجابية أخرى تجعل هذا الاختيار صائبا، لكن نأتي على المهم بهذا الأمر، وهو مسألة التحول الكبير الذي هو دواء لداء هذه اللعبة التي عانت ما عانت من عدم استقرار في المستوى الفني والتراجع في مستوى المنتخب الأول وعموم الفئات، وظهور الدوري بشكل لا يليق مع القاعدة الكبيرة من المواهب التي تمتلكها البحرين التي سرعان ما تختفي بعد بلوغها سن العقل، والدواء الذي أقصده هو «المال»..  نعم المال هو الأساس في كل هذه العملية، بدليل عندما تم إطلاق اسم سمو الشيخ ناصر على الدوري الممتاز فإن أول عمل قام به سموه هو الاجتماع مع رجال الأعمال والمؤسسات التجارية، وخيرا فعل، أي أن العلة معروفة لكن يبدو أن الجرأة كانت مفقودة لدى الكثير من أجل أن يعلونها، واختصرها سموه في أول خطوة موفقة، بعد ذلك طرح مسألة التنافس، أي أن هناك أيضا ملاحق مادية هي ما يطلق عليها بالحوافز، ولا أقصد الحوافز التي كانت تستعمل التي لا تغني ولا تسمن من جوع، بل حوافز قد تكون هي العامل المهم في عملية التحول الكبير الذي سيكون سمة المستوى الفني للدوري وفئاته، وهنا مربط الفرس، نعم، الدوري هو النهر الكبير والفئات هي الروافد التي تصب فيه، فمتى كانت الروافد عامرة بالمواهب كان الدوري عامرا بالمستوى الفني، والتحول هنا لا يتحقق إلا من خلال الاهتمام الجدي والحقيقي بالفئات العمرية، لا كما يحدث الآن من خطيئة كبيرة بتسليم مواهب واعدة لأيدي ضعيفة فنيا وإداريا، وسأكون جريئا لو قلت «تربويا».  نعم التربية والتنظيم أساس مهم جدا في عملية تنشئة هذه البراعم التي تمتلك المواهب، وهي ثروة وطنية إن استثمرت بشكل متحضّر بكل الجوانب كانت منجما لهذا الوطن، ونتمنى أن يكون باكورة عمل اللجنة إرسال -على الأقل- أربعة مدربين الى أوروبا، ليس في دورات، بل معايشة على الأقل لشهر واحد، والنتائج بالتأكيد ستكون مثمرة. نعود إلى اللجنة وتوليفتها، سنجد جميع من فيها يمتلك مؤهلات كثيرة وتجارب ناجحة، ولا بد من استثمار هذا الأمر استثمارا جديا، واستحضار كل الأفكار التي من شأنها أن تجعل عملية الارتقاء، لا، بل حالة التحول تحولا جذريا، حتى ننسى الماضي العجاف.

مشاركة :