تخيل انك مواطن كويتي بريء ومسالم لا تحب الفوضى ولا تحب السياسة، لكنك محب لوطنك وتتمنى للكويت الحبيبة ولإخوانك المواطنين دوام العز والكرامة والرخاء. وكعادتك تتابع يوميا أهم الأخبار المحلية فتلاحظ بأن هناك موضوعا يتكرر باستمرار في الصحف ومواقع التواصل الاجتماعي وهو آفة الفساد، فقد لاحظنا جميعا في الفترة الأخيرة أن الفساد تربع على رأس مانشيتات الصحف وعناوين الحلقات التلفزيونية حتى تصور الجميع بأن الكويت هي الدولة الأكثر فسادا بين دول مجلس التعاون، فمن حديث عن الإيداعات والتحويلات لبعض المسؤولين، إلى انتشار الرشى في بعض الوزارات والمؤسسات، وما يتبعها من هضم حقوق بعض المواطنين، بل وحتى بعض التجار الشرفاء، وما هذه إلا بعض أمثلة لصور الفساد، وهي غيض من فيض، حتى أصبح في بعض الجهات الحكومية الفساد والاستهتار والتسيب هي القاعدة، والانضباط في إدارة الدولة هو الاستثناء. ولتزايد هذه الحالات مؤخرا خلق الشعور لدى كثير من المواطنين بأنهم لا يعيشون تحت مظلة حكومة تطبق القانون بكل جوانبه المطلوبة، وأصبح الشباب في مثل أعمارنا يفقدون الأمل شيئا فشيئا في الإصلاح، كيف لا ونحن لا نستطيع ان نأخذ حقا من حقوقنا القانونية كالحصول على خدمة حكومية ضرورية من دون واسطة أو رشوة أو اللجوء إلى نائب خدمات أو معاملات. فحينما ترتفع رياح الفساد عاليا ويتلاعب البعض بمصيرك، يصبح أمرا طبيعيا ان تتظلم فلا تجد من ينصفك، فتلجأ كما لجأ غيرك من المظلومين مضطرا الى نائب الخدمات، الذي يرهن نفسه لمسؤول ما وبدلاً من أن يمارس دوره الرقابي والتشريعي فإنه يتنازل عن الحقوق الدستورية. وهذه القضايا وإن اعتبرها البعض هامشية إلا أنها سبب من الأسباب الرئيسية لفساد معظم المؤسسات أو صلاحها. وأودّ أن أذكرهم، وكما نص الدستور، بأنه ستظل «الامة مصدر السلطات جميعا»، وعندما نتكاتف جميعا فإننا سنتغلب بكل سهولة على قوى الفساد، لذا أمام رئيس الوزراء الآن فرصة ذهبية ان يدخل التاريخ الوطني من أوسع أبوابه عبر مساندة إقرار التشريعات التي تحارب الفساد ومحاسبة الفاسدين والمفسدين لا عن طريق العمليات التجميلية، بل بعملية جراحية جادة وحقيقية، وبهذا سنرى التعاون الفعلي بين السلطتين وستتعمق محبة أبناء الوطن لك ولحكومتك. فأرجو من سموك.. ان تعقلها وتتوكل. ولكم مني تحية. يوسف السيد يعقوب الرفاعيyousefyr2@gmail.comyousefyr@
مشاركة :