أكد الرئيس السابق للحكومة اللبنانية فؤاد السنيورة أنّه خلال زيارة وفد مجلس العلاقات العربية والدولية للفاتيكان وهو كان من ضمن الوفد، لمس من البابا فرانسيس الأوّل، «تفهّماً وإيماناً بقضية القدس، خصوصاً أنّ للفاتيكان قيمة دينية وروحانية واعتباراً في كل أنحاء العالم، وسيكون له أثر كبير على حل قضية القدس والدفاع عنها». ودعا الى «متابعة هذا الامر وألا تؤدي بنا الاستكانة إلى موقف معين»، منبهاً إلى أن «هذا عالم متغيّر، والدول الـ 138 التي وقفت مع فلسطين، يجب أن يكون هناك اتصال وعلاقات مستمرة معها، لإطلاعها وتثبيت مواقفها تجاه قضايانا المحقة». وقال السنيورة لتلفزيون «فلسطين»: «شرح قضية القدس، وما تعنيه من أهمية، ليس فقط لكونها مدينة مقدّسة، لكنها أيضاً المدينة التي تمثّل عاصمة فلسطين، أمر أوضحناه أمام البابا فرنسيس، وفي الاجتماع الأساسي الذي جرى مع أمين سر الدولة ورئيس وزراء دولة الفاتيكان ومع وزير خارجيته حيث جرى البحث في أهمية التمسّك بالموقف الذي اتخذه الفاتيكان، والذي يمثّل العدالة الحقيقية، والباب الحقيقي لإنهاء مشكلة الصراع العربي- الإسرائيلي، ومعالجة القضايا التي نشأت على مدى هذه الفترة، ومحاولة إسرائيل دائماً التفريق بين المجتمعات العربية وايجاد الظروف التي تؤدي إلى المزيد من المواجهات داخلها، ونحن على بساطة منّا ننصاع إلى جهود إسرائيل بحيث يؤدي ذلك إلى المزيد من التشنّج، وطبيعي أن يؤدي إلى ما شاهدناه من نشوء بعض المنظّمات الإرهابية مثل «داعش» وغيرها». ولفت الى ان البحث مع البابا تركز على «العيش المشترك بين المسيحيين والمسلمين وأهمية الحفاظ عليه». وقال: «علينا أنْ نظهر أمام العالم أنّنا شعب عربي يؤمن بالتنوّع ويتقبّل الآخر ويتسامح مع الآخر، وأنّنا لسنا مجموعة من القتلة، كما يحاول أنْ يصوّرنا البعض من خلال هذه المظاهر غير الصحيحة، والتي وراءها الكثير ممَّا يسمّى المخابرات الدولية، لتشويه صورة المسلمين». وتوقف عند «موضوع صفقة القرن، والاشاعات التي جرى تداولها والتشويهات الذي حاول البعض أنْ يُثيرها حول مواقف عربية من هنا وهناك»، داعياً إلى «موقف عربي وصريح، وأن تتّفق إرادة الأمة على أنّه ليس هناك من أحد لديه تفويض بأنْ يتصرّف بالقدس أو القضية الفلسطينية». ورأى أن قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب نقل السفارة الأميركية إلى القدس والاعتراف بالقدس عاصمة للكيان الإسرائيلي ووقف المساعدات الى «أونروا» وإغلاق مكتب منظّمة التحرير الفلسطينية في واشنطن، محاولة لإنهاء القضية الفلسطينية، ويجب ألا نقبل به، ولا نستطيع أنْ نواجه هذا العالم بالأساليب والأدوات التي استعملناها، وعلينا التفكير بحل هذه المشكلة، فأميركا تخلّت عن كل القواعد والقرارات انصياعاً لإسرائيل وإرضاء لقادتها والناخبين الصهاينة، وعلينا كل يوم الحديث بأنّ إسرائيل تمارس التمييز العنصري وإظهار النتائج المترتبة على قرارات ترامب». وأكد التمسك بـ»الموقف الوطني والقومي والعربي ضد التوطين»، وقال: «لن يكون هناك قانون جنسية في لبنان إلا بمنح الأم اللبنانية المتزوجة من فلسطيني الجنسية لأولادها».
مشاركة :