النص الإبداعي بين الرمزية والمباشرة

  • 9/15/2018
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

بحث مخصص الدخول والأرشيفنسخة الجوالal - watanالرئيسيةالسياسةالمحلياتالاقتصادالثقافةالرياضةحياة الوطنيكتب لكمنقاشاتPDF آخر تحديث: السبت 15 سبتمبر 2018, 3:17 ص نقاشات النص الإبداعي بين الرمزية والمباشرة 2018-09-15 1:32 AM نايف عبوش لا شك أن الإبداع موهبة فطرية، ومن ثم فإن من حق المبدع أن يستولد نصه بالأسلوبية التعبيرية التي يراها عند لحظة الومضة، وبالتالي فإن من حقه أن يرفض الوصاية المتعسفة من المتلقي، على طريقة إبداعه لنصه، خاصة أن أغلب المتلقين يريدون حشر المبدع في إطار فضاء ما ألفوه من تلقيات، بمضامين تقليدية، سافرة الفهم، ومباشرة التصور، الأمر الذي يحد من حجم وحركة مساحة إبداعه، وبالتالي مراوحته في إطار مقبولية تلك التلقيات المعهودة ليس إلا. ومع أن الإبداع موهبة فطرية، فإن المطلوب ألا يبتعد المبدع في إنتاج نصوصه عن نبض الواقع الذي يعيشه، وهموم المجتمع التي يحياها، بحجة مماشاة الحداثة، ليتعكز على أساليب تعبيرية جافة، ومشوشة، باستخدام رمزية تجريدية، وأسطرة فوقية، مبالغ فيها، بحيث يأتي نصه منعزلا عن إدراك المتلقي، بما يكتنفه من الغموض، وما يحيط به من الإبهام، وهو ما يضطر المتلقي للعزوف عن تقبل النص، ويدفعه للتشبث بتقاليد التلقي المألوفة، حيث يجد فيها نفسه، على أفضل حال من التفاعل. ولذلك فإنه لا ضير على الأديب في عملية إبداع نصه، من أن يجدد ويتجرد في التصور والتعبير كلما أمكن ذلك، ولكن دون أن يتوغل بعيدا في متاهات التجريد الجاف، المؤدي إلى التعمية والغموض والإبهام، ومن دون أن ينحدر في نفس الوقت، إلى قاع المباشرة، والوضوح السافر الذي يُفقِد النص جمالية الإبداع. ومن هنا فإن المطلوب من الشعراء والأدباء الذين يستهويهم بريق الحداثة، ويتهافتون على التجريد المتمادي في الرمزية، أن يعيروا اهتماما أكبر لذائقة للمتلقي، خاصة أنهم لا يبدعون لأنفسهم فحسب، ولا لكائنات افتراضية صماء تتقبل كل ما تتلقى.

مشاركة :