أول العمود: قرار غريب، منع غير محددي الجنسية من النشاط الطلابي في الجامعات الخاصة... إلى أي جحر ستتم ملاحقتهم غداً؟! *** المعني بهذا العنوان من كل حدبٍ وصوب، من كُل الأصناف، وفي كل المواقع. يشيع أهل "الوطنية المُزيفة"، الكارهة للتنوع، المستفيدة من شبكات المصالح، أن الناقدين لأحوال البلد هم ناقمون عليه، يكرهونه ولا يريدون به خيراً. يصنفونهم بأنهم مثيرو مشاكل، مشاكسون ومعوقون للتطوير والتنمية، ولا يريدون الاستقرار للبلاد! هنا نقول إن من يسيء لـ "سمعة الكويت"، هذه السمعة التي ننفق كشعب وحكومة عليها المليارات تذهب كمساعدات خارجية لدول ومنظمات إنسانية، هم هؤلاء الذين سنذكرهم. من يسيء للكويت هم المزورون، وسراق المال العام، وخائنو الوظيفة العامة، والمتفننون في تعذيب فئة البدون وتعطيل حل مأساتهم التي باتت مأساة كويتية في العرف الدولي، من يسيء للكويت كل نائب شرع قانوناً استفاد منه بشكل مقصود ومباشر أو تعمد من خلاله مخالفة الدستور وشوّه تاريخ البلد، وكل وزير تخاذل في محاسبة قياديي وزارته وساهم في توظيف أقربائه وأصحابه، من تخاذل في أداء مهامه الاعتيادية تجاه الوطن، كل شخص استخدم الفتوى الدينية ووظفها لغرض ضيق أوهم بها الناس، كل من سهِر لتفتيت المجمتع بطرح طائفي أو قبلي أو اجتماعي ضيق، ومن سهَّل نجاة من خرقوا القوانين وأبعدهم عن العدالة، وكل من أدخل أجنبياً وسرحه في الشارع بلا عمل، ومن أقسم يميناً على خدمة الشعب فخدم خاصته، ومن عبث بتاريخ الكويت الثقافي ونصب مذبحة للكتب وحاصر الإبداع والمبدعين باسم التقاليد والحياء العام. نعم هؤلاء هم من يسيئون إلى الكويت، وليس منتقديهم، حتى وإن أخطأوا في اجتهاد تصحيح المسار.
مشاركة :