شيّع فلسطينيون، أمس (السبت)، الفتى شادي عبد العال (11 عاماً)، بعدما قُتل برصاص القوات الإسرائيلية في الاحتجاجات الأسبوعية للفلسطينيين على الحدود بين قطاع غزة وإسرائيل، حسبما أوردت وكالة «رويترز». وكان الفتى أحد ثلاثة فلسطينيين قتلتهم القوات الإسرائيلية، أول من أمس. كما أُصيب ما لا يقل عن 248 شخصاً آخرين كانوا يشاركون في الاحتجاجات.ويرتفع بذلك عدد من قُتلوا منذ بدء الاحتجاجات على حدود القطاع في 30 مارس (آذار) الماضي، إلى 177 قتيلاً. وأشارت «رويترز» إلى أن شادي عبد العال هو أصغر قتيل برصاص إسرائيل في الاحتجاجات.وقال عبد العزيز عبد العال، والد الفتى لـ«رويترز»: «كان معتاداً أن يذهب كل جمعة مثله مثل الآلاف من الناس... وهذه الجمعة كان قدره أن يُستشهد».وقال الجيش الإسرائيلي إنه استخدم القوة الضرورية لمنع اختراق السياج الحدودي عندما احتشد نحو 13 ألف متظاهر فلسطيني في مناطق عدة قرب السياج ورشق بعضهم الجنود بالحجارة والقنابل الحارقة والقنابل اليدوية تحت غطاء من دخان يتصاعد من حرق إطارات السيارات.على صعيد اخر حذرت وزارة الصحة في قطاع غزة من أن أزمة الوقود الكبيرة في مستشفيات القطاع باتت تهدد بشكل خطير الخدمات الصحية المقدمة لآلاف المواطنين داخل مجمع الشفاء الطبي، أكبر مجمع طبي في القطاع، بعد أن تأثرت بها مستشفيات كثيرة في الأيام الأخيرة وبدأت تدخل مرحلة خطيرة بتوقفها بشكل تام.وقال أشرف القدرة، الناطق باسم الوزارة في تصريح صحافي، إن الخدمات الصحية مهددة بالتوقف بشكل كلي في مجمع الشفاء الطبي الأسبوع المقبل، لافتاً إلى أن مخزون الوقود في المستشفيات والمراكز الصحية المختلفة بغزة سيصل إلى الصفر خلال بضعة أيام وليست هناك استعدادات لتطويق الأزمة من الجهات المعنية أو أي من الجهات المانحة، بحسب ما قال. وأشار إلى أن آلاف المرضى مهددة حياتهم، وخصوصا مرضى الفشل الكلوي والأطفال في الحضانات. وطالب بتحرك فوري وعاجل من قبل المؤسسات المانحة والمنظمات الدولية والإغاثية لتطويق الأزمة والإسراع في توفير كميات ثابتة ومنتظمة من الوقود منعاً لمعايشة لحظات صعبة تزيد من معاناة المرضى وحرمانهم من حقوقهم العلاجية.ويقول الدكتور ناصر بلبل، رئيس قسم الحضانة في مجمع الشفاء الطبي، إن عشرات المواليد في الحضانة بحاجة إلى رعاية خاصة، ومنهم 23 طفلاً في العناية المركزة لا تتجاوز أوزانهم الكيلوغرام ونصف الكيلوغرام، وهم بحاجة ماسة إلى البقاء في الحضانة، مضيفاً: «أن انقطاع التيار الكهربائي يعني تعرضهم للموت الحتمي». وقال في تصريح صحافي: «إن الحضانة تعيش ظروفاً صعبة بسبب النقص الشديد في وصلات التنفس الصناعي، ووصلات الأكسجين المضغوط، والأدوية الخاصة بالتهابات الرئة عند المواليد أو الرئة غير المكتملة، وحياتهم مهددة بانقطاع محتمل وقريب للكهرباء».من جهته، قال الدكتور عبد الله القيشاوي رئيس قسم الكلية الصناعية بمجمع الشفاء الطبي، إن (410) مرضى يعانون فشلاً كلوياً «مرهونة حياتهم باستمرار تشغيل (45) جهاز غسيل كلى»، مشيراً إلى أن استمرار تشغيل هذه الأجهزة مرهون بتوافر الوقود اللازم للمولدات الكهربائية في حالة انقطاع التيار الكهربائي.وتحتاج مستشفيات قطاع غزة إلى أكثر من 450 ألف لتر من الوقود في الوضع الاعتيادي، وذلك لتشغيل 87 مولداً كهربائياً لضمان استمرارية تقديم الخدمات الصحية.كذلك حذر مستشفى أبو يوسف النجار في مدينة رفح جنوب قطاع غزة، من أن خدماته قد تتوقف خلال 5 أيام فقط بعد أن تفاقمت أزمة الوقود، مشيراً إلى أن 250 ألف نسمة يترددون على المستشفى بمعدل 400 مريض يومياً.
مشاركة :