يبقى الموت وما بعده لغزا محيرا لدى الكثيرين، لا إجابة شافية عما يحدث بعد انتقال الجسد إلى هذا العالم، وذلك رغم التقدم العلمي الضخم الذي يشهده العالم.ألقت صحيفة "ذا ميرور" البريطانية، الضوء على بعض الأفراد الذين تخطوا عتبة الموت لمدة دقائق توقفت خلالها أجهزة الجسم الحيوية، رأوا خلالها أمورا وأشياءً بعيدة عن الدنيا، ولكنهم سرعان ما عادوا للحياة مرة أخرى ليروا ما شاهدوه في تلك اللحظات التي ماتوا فيها طبيًا.وتروي سيدة تدعى "مونيتور مونكي" تفاصيل ما كانت تشعر به قبل قيام فريق طبي متخصص بإجراء عملية جراحية صعبة لإنعاش أجهزة الجسم الحيوية التي توقفت تمام لدقائق معدودة، قائلة: "استيقظت فيما بدا مثل الفضاء ولكن لم تكن هناك أي نجوم أو ضوء، لم أشعر بحرارة أو برودة، كما أنني لم اأشعر بالجوع أو التعب، إنه مجرد شيء محايد سلمي".وأضافت: "كل ما دار في عقلي خلال تلك اللحظات هي حياتي، شاهدت حياتي وكأنني أتنقل بين صفحات كتاب ومقتطفات".وتابعت "مونيتور": "غيرت هذه اللحظات من أفكاري بشأن بعض الأشياء، فما زلت أخشى أن أموت، لكنني لست قلقة بشأن ما يحدث بعد ذلك".ومن بين العائدين للحياة مرة أخرى كان الشاب "شنايده" الذي تعرض لحادثة على الطريق، توفي لحظاتها طبيا عند نقله إلى المستشفى. وروى "شنايده" تفاصيل ما شعر به في تلك اللحظات قائلًا: "عندما كنت مستلقيًا على الطريق قبل وصول سيارة الإسعاف، تذكرت شخصًا كان أعرفه وكان هذا الشخص يشجعني، وكانت الأجواء من حولي تسير بطيئة وهادئة جدًا، إلى أن سمعت صوت صراخ لم يمكنني من النوم".وأضاف أنه شاهد أمرا غريبا وهو "عندما فتحت عيني رأيت أخي يجلس على الرصيف بجواري، كان ذلك غريبًا لأن أخي مات من جرعة زائدة منذ عدة سنوات".وتابع: "أتمنى أن أتمكن من إعطاء مزيد من التفاصيل لكنني بصراحة لا أتذكر الكثير من الحادثة وما زلت أعاني من مشكلة في ذاكرتي كنتيجة للحادث، أتذكر الشعور بالرجوع إلى الوراء، وببطء شديد، مثل سحب المياه داخل منطقة سوداء، إلى تلاشى السواد مرة أخرى وكنت أحدق في حديقة، لم تكن مملوءة بالزهور، مجرد غبار وعشب غير مكتمل، وأنا أجلس في الوسط وطفلين يركضان حولي"، هكذا وصفت إحدى السيدات التي انقطعت عنها الحياة لمدة 6 دقائق.وقالت: "إنه من الصعب وصف ذلك، لكني شعرت بأنني أستطيع أن أختار إذا كنت أرغب في البقاء أو المغادرة، لكن في كل مرة حاولت العودة، تم احتجازي في مكاني، فعندما قلت لمن أحولي إنني أريد الرجوع، وإنني لم أرغب في التخلي عن والدتي مهما كان، ما أوقفني أخيرا".ويروي آخر: "تعرضت لنوبة قلبية في العام الماضي وتوقف قلبي ثلاث مرات في غرفة الطوارئ، كنت كل مرة أستيقظ فيها أخبر الموظفين نكتة مختلفة في كل مرة وأعاود النوم مرة أخرى، وفي كل مرة أختفي فيها عن العالم لم أر أضواءً أو أي شيء، ولكن شعرت بالنوم".وفي أعقاب حادث دراجة نارية، توقف شاب يدعى "رولك نف" عن التنفس والنبض ذهب وأصيب بتمزق عضلي وتصلب، وبعد دقيقتين، تمكن صديقه من إنعاشه.وقال الشاب بشأن ما دار خلال الدقيقتين: "بالنسبة لي كان مجرد تعتيم. لا أحلام، لا رؤى، فقط لا شيء".
مشاركة :