كانوا أقرب للموت لكنهم عادوا للحياة من جديد. عادوا ومعهم ما يروونه عما حدث بين الموت والحياة، ذلك الطريق الطويل الذي لا يعرف تفاصيله سواهم. قصص كثيرة فيها العَبرة والعِبرة. قصص مواطنون يروونها بأنفسهم عن تعرضهم لحوادث سيارات مميتة لكنهم نجوا منها. منهم من عاد لحياته بشكل طبيعي ومنهم من حمل معه أثرا ليرافقه بقية حياته. ومنهم من عاد لكن من معه لم يعد. «الوسط» التقت مجموعة من هؤلاء لتروي على ألسنتهم تفاصيل مشاهد حوادثهم. حمد الحداد مواطن بحريني في أواخر العشرينيات من عمره. تعرض لحادث على دراجته النارية وهو بعمر السابعة عشرة. يقول «وقع الحادث في التاسع عشر من يوليو/ تموز 2003. لم أكن حينها أملك رخصة سواقة إذ لم أبلغ السن القانونية بعد. سقت الدراجة ليلا ومعي أحد أقربائي دون أن أضيء الأنوار الأمامية وفوجئت بسيارة تدخل الشارع دون أن تنتبه لي فاصطدمت بها بقوة. رمى قريبي نفسه قبل الاصطدام أما أنا فتدحرجت مسافة تقدر بـ 25 متراً». ويتابع حديثه «بعد الصدمة مباشرة، لم أشعر بجسدي، انتبهت لساقي اليسرى فإذا بها مكسورة وملتوية فأغمي عليّ من هول الصدمة. استيقظت بعد مدة ومازلت بموقع الحادث وسط تجمع العديد من المواطنين. هنا بدأت أشعر بالآلام في جسدي. رجلاي وفكي وأسناني الأمامية تكسرت جميعها والدم يغطي وجهي بسبب خمس ضربات في رأسي. وقد أغمي عليّ عدة مرات بموقع الحادث». «شعرت أنني سأفارق الحياة وأنها لحظاتي الأخيرة»، يقول الحداد. ويضيف «الشعور لا يمكن وصفه، أحسست أنني في عالم آخر وربما فارقت الحياة قبل أن أستيقظ في المستشفى على حديث بين أبي والطبيب الذي قال له ان رجلي يجب أن تبتر. رفض أبي خيار البتر ونقلني لمستشفى آخر وهناك دخلت في غيبوبة لمدة 11 يوما استفقت بعدها وأنا فاقد للذاكرة لا أدري أين أنا وما الذي جرى». ويواصل حديثه «أجريت لي 6 عمليات جراحية والحمد لله لم أفقد رجلي. وفي آخر عملية أخبرني الطبيب أنه في تخديري مجازفة كبيرة لذلك ستجرى لي العملية وأنا في وعيي. ولك أن تتخيل شدة الألم وأنا أشعر بأدوات الجراحة تخترق جسدي حتى انهرت وفقدت وعيي أثناء الجراحة». الحداد خرج من المستشفى وظل عاما كاملا دون حركة، يعاتب نفسه ويتوعدها بالالتزام وعدم التهور في حال استطاع أن يقود مجدداً، وبعد التزامه بالعلاج الطبيعي استطاع العودة للحركة، وهو الآن بحسب قوله: «أعمل سائقا في إحدى الوزارات وقد قطعت وعدا على نفسي بألا أخالف قوانين السير وأن أبتعد عن التهور. فالحادث ترك لي إعاقة دائمة في ساقي لكنه علمني أن المتعة في لحظات التهور قد تفقدك ما لا تستطيع تعويضه». الشويخ: عدت للحياة ولكن من اشتركت معي بالحادث لم تعد في الحوادث قد تنجو ولكن قد لا ينجو من كان مشتركا معك في الحادث، فطاهر حبيب الشويخ عاد بعدما شاهد الموت في حادث وقع في شهر رمضان من العام 1996 لكن من اشتركت معه في الحادث لم تعد. كان الشويخ يقود سيارته على شارع البديع وهو يجهل ما ينتظره من قدر. فبينما هو كذلك، إذ تفاجأ بسيارة تدخل عليه من المسار المعاكس. يقول الشويخ «لم أكن حينها أستطيع تفادي الاصطدام فلقد حدث كل شيء في لحظات. صدمتني هذه السيارة التي تقودها فتاة من الأمام وصدمني «سكسويل» من الخلف. وشاهدت بعيني ألسنة اللهب تلتهم السيارة الأولى التي كانت بها الفتاة. أحسست أن الساعة حانت وقد تنتهي حياتي هنا». انحشرت ساقا الشويخ في سيارته ولما حاول أن يخرج لم يستطع، يقول: «ساقاي انحشرتا ولما حاولت رفع يدي لإخراجها لم تستجب لي أي منهما. فلقد شلتا وتكسرت ساقاي قبل أن يتم إخراجي ونقلي للطوارئ. ومن هنا بدأت رحلة ستة شهور من الألم والعلاج قبل أن أعود تدريجيا لممارسة حياتي ولكن ليس بالشكل الطبيعي. أما من اشتركت معي في الحادث فلم تنجُ، أخبروني أنها فارقت الحياة. أنا لا أعرفها لكنه خبر مخزن بلاشك». عاد الشويخ لحياته بعد أن عانى من كسور في الحوض واليدين والساقين. لكنه مازال يتذكر تفاصيل ما حدث «ليتني استطعت تفادي الاصطدام. لكن كل شيء حدث فجأة وبسرعة فلم استطع فعل شيء. الآن أعاني من تبعات الحادث. فآلام الظهر لا تفارقني ولديّ ساق تأثر نموها وأصبحت أقصر». وإذا كانت وفاة من كان طرفا مقابلا معك في الحادث يسبب لك الحزن فما بالك ووفاة من كان يجلس على الكرسي المجاور معك في السيارة. هذا ما حدث للمواطن علي الماحوزي إذ تعرض لحادث بليغ ومعه صديقه. عاد هو للحياة ولكن الآخر لم يعد. يقول الماحوزي عن الحادث «في الثامن والعشرين من نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي وبالتحديد على شارع الخدمات، كنت مع صديقي في السيارة قبل أن يدخل علينا وافد عربي وهو مسرع بسيارته فاصطدم بنا بقوة. وأنا أراه يوشك على الاصطدام بنا في لحظات معدودة جداً شعرت أننا سنموت، وبعد الاصطدام أغمي عليّ ثم أفقت بعد ذلك على أصوات المتجمهرين حول موقع الحادث. كان الأمر أشبه بالحلم ولم أكن أستطع الحركة وعرفت مما سمعت أن صديقي توفي. أما عني فقد نُقلت للطوارئ مصابا بكسور في الساقين والحوض». لا يتذكر الماحوزي شيئا مما جرى له بعد وقوع الحادث سوى طريقة حدوثه وصديقه الذي توفي هناك. في المقابل، مازال يتلقى العلاج عما لحق به من كسور في جميع أنحاء جسده. وعن معاناته بعد كل ذلك، يضيف «فقدت صديقي وهذه أكبر خسائري في الحادث. وفقدت وظيفتي فأنا عاجز عن العودة للعمل حتى الآن. أما بخصوص وضعي الصحي فمازلت أتلقى العلاج علني أعود لممارسة حياتي بشكل طبيعي يوما من الأيام». إبراهيم حبيب: كنت ضيفاً على الموت وعدت أملاً بالحياة من جديد «كنت ضيفا على الموت قرابة الشهر، وودعته أملا في الحياة والعطاء من جديد». بهذه الكلمات بدأ الشاب إبراهيم حبيب حديثه ليروى تفاصيل بقائه في الغيبوبة لقرابة الشهر، وذلك عندما تعرض لحادث أليم أثناء عودته للمنزل بعد أن ترك زوجته في منزل أهلها تزورهم منتصف نوفمبر 2014. ويضيف حبيب قائلاً: «كنت عائداً من توصيل زوجتي لمنزل أهلها، عندما فوجئت بتجاوز أحدهم الإشارة الضوئية الحمراء بتقاطع الإشارة الضوئية المحاذية للسوق الشعبي بمنطقة مدينة عيسى، ما أدى لوقوع الحادث وأسفر عن إصابتي إصابات بليغة أدت لدخولي في غيبوبة دامت قرابة الشهر، وبدأت حينها رحلتي الطويلة إلى الموت المؤقت». ويصف حبيب رحلته تلك قائلاً: «الوضع مرعب بمجرد أن تستذكر تلك اللحظات، فكيف بك وأنت كنت الضيف في ذلك المكان الوحيد، البعيد، حيث لا مؤنس ولا أنيس، لا صديق ولا رفيق لك سوى الظلام الحالك في ذلك الطريق الذي لا نهاية له سواء العودة أو اللا عودة، تحاول الخروج تارة من هنا، والنهوض تارة أخرى من هناك، ولكن دون جدوى، لتبقى هكذا دون حراك، دون شعور إلا بشعور الغربة قبل أن يتراءى أمامك ذلك النور من جديد، معلناً عن انتهاء رحلتك في ذلك العالم، شريطة أن تكون رسولاً على أن الأمل بالله هو المنجي لك ولغيرك». وبالمقابل كانت هناك أم مفجوعة تبكي بحرقة شاخصة ببصرها تجاه السرير الأبيض، قائلة بصوتها المبحوح: «يا راد يوسف إلى يعقوب ارجع لي ولدي». وفي جهة أخرى كانت هناك زوجة موجوعة حد الألم تنتظر عودة زوجها متضرعة للمولى عز وجل أن يفيق من الغيبوبة سريعاً فلقد طال غيابه، ولا يقتصر الأمر على أهل وذوي إبراهيم بل إنه يشمل أصدقاءه الذين باتوا يدعون له ليلاً ونهاراً أملاً في عودته للحياة من جديد، وخاصة بعد أن أصبحت حالة إبراهيم الصحية حرجة للغاية وذلك أن الإصابة الأكثر تأثيراً كانت في قاع الجمجمة. وبقي الوضع على ما هو عليه إلى أن عاد إبراهيم من رحلته الطويلة تلك متسائلاً: ما الذي أفعله هنا في المستشفى؟ غير أن فرحة الجميع من حوله آنذاك جعلته يتناسى ذلك التساؤل لوهلة من الزمن، ويختم حبيب حديثه قائلاً: «عشت تجربة مليئة بالإثارة، بالتفاصيل، بالإحساس، بالشعور، وبالإيمان في أن أعيش أملاً بالعطاء أكثر في هذه الحياة. المؤلم في كل ما حدث هو حرماني من اللحظة السعيدة التي كنت بانتظار سماعها وهي لحظة قدوم أول مولود لي، لهذا تحولت الفرحة إلى حزن. ولو شاء القدر بأن ألتقي مع من كان السبب في هذا الحادث لأخبرته: تأكد أنه بتجاوزك الإشارة الضوئية الحمراء قد تتسبب في وفاة أو إصابة شخص دون ذنب له في خرقك للقوانين المرورية، وإن عاش دون إصابة جسدية فأنت السبب في تدهور صحته النفسية». العلوي: رجعت من الموت لألوّن لوحاتي بالأمل والحياة علامة الفرح والسرور بادية على محياها، سعيدة بحضورها زواج أحد الأقارب، إلا أن الوقت بدأ ينفد لهذا قررت الرجوع إلى المنزل، وكان ذلك في مساء إحدى ليالي شهر يونيو/ حزيران 2013. لم تكن جيداء العلوي تعلم ماذا كان يخبئ لها القدر، كانت تقود سيارتها بهدوء وترافقها أختها قبل أن تتجاوز سيارة أخرى الإشارة الضوئية الحمراء وتصطدم مباشرة بسيارة العلوي وتحديداً في الجهة التي تجلس فيها، وكل ما تذكره العلوي من تلك اللحظات وجود رجل يشير بكلتي يديه. تلاشى ذلك تدريجياً إثر دخولها في غيبوبة دامت قرابة الشهر والنصف. وتصف العلوي شعورها أثناء فترة الغيبوبة قائلة: «كنت أعتقد بأنني بداخل حلم طويل طال أمده، حيث لا وجود لأي كان غيري في تلك الدهاليز العميقة، نعم أسميتها هكذا، فكلما تنجح في الخروج من إحداها حتى تدخل أخرى، شعور لا يوصف غير أنك فارقت الحياة وبدأت حياة الآخرة ولم يبق معك في هذه الرحلة إلا عملك. وفي المقابل كان أهلي وأولادي وزوجي يتألمون لحالي، وأنا كنت على يقين أنني سوف أعود لهم، لا تسألوني كيف. إنه إحساس أنعم الله به على عباده، لهذا عدت لألون حياتي بالحب والأمل والعطاء». أجريت للعلوي أربع عمليات، اثنتان منها في البطن واثنتان في الرأس، وبقيت قرابة الشهر والنصف بالغيبوبة قبل أن تفيق منها، ويرافقها في تلك العودة من الموت شيئان هما فقدان الذاكرة اللحظي، وأنها لم تعد تستطيع لبس أي شيء كما كانت بالسابق. وفي ذلك تقول جيداء «من أصعب المواقف حين تعرضي للحادث، أن الأهل والأصدقاء كانوا لا يعلمون لماذا لا أجيب على الهاتف كعادتي، والأمر الآخر أنني عدت من الموت ولكن رافقتني في ذلك بعض الأشياء ومنها عدم تمكني من السير كالسابق، بالإضافة لفقدان الذاكرة اللحظي، الذي مازال ملازماً لي في كثير من الأوقات». وتضيف «الحمد لله أنني مؤمنة بقضاء الله، وعدت لمزاولة حياتي بشكل طبيعي بعد قرابة السنة، رجعت من الموت لألون حياتي وبالأخص لوحاتي بالحب والأمل، ولهذا فإنني سأنتهز الفرصة لأقول لمن يقود سيارته ويسرع أو يتهور أن يراعي الطرف الآخر، وأن يراعي نفسه قبل الآخرين ويحافظ على نفسه، حتى لا يوقع الضرر على أهله وأصدقائه وعلى من ليس له ذنب مثلي أو مثل غيري». هرولت الأم ناحية المستشفى... حدسها لا يخطئ بإصابة ابنها بسوء خرجت أم أحمد مسرعة إلى خارج المنزل دون إدراك منها لما حدث، لقد شعرت فجأة بألم خفيف في قلبها، هي بوصلة الروح وإحساس الأم الذي لا يخيب عند إصابة ابنها بأي سوء، كيف لا و»أحمد» هو فلذة كبدها، وهو الصديق لها وقت الضيق، والأخ عند الحاجة، وكل شيء بعد وفاة زوجها منذ فترة طويلة. وكانت البداية في يوم الخميس حيث أنهى أحمد الصفار دراسته وتخرج من معهد البحرين للتدريب، ليحتفل بذكرى ميلاده يوم الجمعة عصراً مع الأهل، وليلاً مع الأصدقاء. وفي صباح يوم السبت الذي يليه (29 سبتمبر/ ايلول 2012) كان الصفار برفقة صديقه عندما قررا الذهاب لتناول وجبة الإفطار بالعاصمة المنامة، وبعد انطلاقهم في مدة لا تتجاوز 3 دقائق، قطع الإشارة الضوئية الحمراء شاب لا يتجاوز عمره 20 ربيعاً وقد نال رخصة القيادة مؤخراً، ما أدى لوقوع الحادث وأعلن عن إصابة أحمد إصابات بليغة نقل على إثرها إلى طوارئ مجمع السلمانية الطبي لتلقي العلاج. ويقول الصفار بعيد نقله إلى المستشفى «لم أكترث كثيراً لإصابتي رغم الألم الذي اعتراني آنذاك، بل كان جل همي وخوفي على والدتي، التي كان حدسها ينبئها بأنني أصبت، ولذلك خرجت دون إحساس سوى إحساس الأم الذي لا يخيب أبداً، وقد قام بإيصالها إلى المستشفى أحد الجيران، ووصلت للمستشفى وهي تبكي بشدة فحاولت تهدئتها بملاطفتها ببعض العبارات». وأصيب الصفار إصابات متفرقة جراء الحادث الذي تعرض له، وكان أصدقاؤه يأتون إليه واحداً تلو الآخر ليمنحوه الأمل والصبر على هذا الامتحان. عرف الصفار أثناء تواجده بالمستشفى أن لديه «خلعا» في العظم وكسورا مضاعفة في الحوض، بالإضافة لتشوه في الوجه إثر تطاير الزجاج عليه وقت الحادث، وفي اليوم التالي أجريت له عملية لتجميل الوجه، وبعد أربعة أيام تم إجراء عملية أخرى له في الحوض وقد تجاوزت الخمس ساعات، وبعد تلك العملية عاد العصب المتصل بالإحساس والحركة إلى ظهر الصفار، ولكنه لم يعد يشعر بقدمه اليسرى ولم يستطع تحريكها، ومنها بدأ رحلة العلاج الطبيعي. وراجع الصفار الكثير من الأطباء وبعضهم يقول له إن العصب ميت والبعض الآخر يعطيه الأمل دون أي تفاصيل أو مؤشرات لذلك، وبعد ثمانية أشهر سافر إلى إحدى الدول الشرق آسيوية وبعد الفحص هناك بأحد المستشفيات تبين أن العصب وصل للركبة فقط، فتوجس الأطباء خيفة لذلك وقاموا بإجراء فحوصات دقيقة للتحقق إن كان العصب مقطوعا أم مضغوطا نتيجة الحديد الذي تم وضعه، وتبيّن حينها أنه سليم ولكنه يحتاج إلى وقت، ولا أحد يعلم متى سوف يكتمل نموه، أو هل سيعود مثل السابق أم لا. ليعاود أحمد السفر مرة أخرى إلى الهند وتبين بعد الفحوصات الطبية هناك أن العملية السابقة حصلت فيها ثلاثة أخطاء وأولها الاحتكاك، والثاني الحوض لم يكن في موضعه الصحيح، والثالث أن الأرجل ليست متساوية، ليختار الصفار بعدها أن يبدأ بقبوله هذا الامتحان الإلهي، وأن يكون هذا الحادث سبباً لينير به دروب الآخرين، لهذا قرر الصفار المشاركة في مشروع «نقطة تحول» وهو عبارة عن فيديو من إشراف مبادرة نسيم ويهدف إلى أن يكون نقطة تحول لحالات ذوي الإعاقة من جراء الحوادث المرورية. ويختم الصفار حديثه قائلاً: «ليكون كل ذلك عبرة لنا وعبرة، نفكر قبل أن نتجاوز، نرى قبل أن نتهور، نقرر قبل أن نجازف. نعم إنني راض بقضاء الله وقدره، لهذا قررت أن أكون مشاركا في (نقطة تحول) لنفسي قبل الآخرين وعلى أمل أن يكون هذا مفيدا للمجتمع بشكل إيجابي، وأنا اليوم هنا على رغم السلبيات التي أواجهها، إذ لم أعد أمارس حياتي كما كنت بالسابق، فقد كنت ألعب الرياضة باستمرار وأخرج برفقة أصدقائي. كما أن هذه الإصابة قد أثرت عليّ في الكثير من الجوانب الحياتية أهمها أنني لم أحصل على وظيفة حتى الآن، إلا أن هذه التجربة التي نجوت فيها من موت محتم، تؤكد لي أن لديّ عائلة نجحت في تربيتي ولم تزرع اليأس فيّ يوماً، بل كانت ومازالت تحفزني دائماً، وتيقنت بأن لديّ أصدقاء بمثابة الاخوة ولم يتركوني إلى هذا اليوم. نعم عدت لأكون بينهم من جديد، ولأزرع الأمل حتى أحصد الخير». «نقطة تحول»...مشروع لإعادة تأهيل المصابين دشنت مبادرة تنسيم مشروع «نقطة تحول» لإعادة تأهيل المصابين من الحوادث، بإنتاج فليم دعما لهم وبث التوعية لفئات المجتمع المختلفة عن تداعيات تلك الحوادث. ومن جهتها قالت إيناس الفردان «دشنت المجموعة هذا الفليم دعما لهذه الفئة المهمشة من قبل المجتمع، وحتى يكون نقطة تحول لهم للانطلاق من جديد ناحية الأمل».
مشاركة :