تجددت الاحتجاجات على غلاء المعيشة في محافظة حضرموت شرق اليمن، في حين شهدت صنعاء والمحافظات الأخرى الخاضعة لسيطرة ميليشيات جماعة الحوثيين، أزمة شح وقود «خانقة». وفي ظل احتدام المعارك في مدينة الحديدة وضواحيها، دفع الجيش اليمني أمس بتعزيزات ضخمة في اتجاه منطقة «كيلو 16» شرق المدينة، لتأمين الطريق الذي يربط صنعاء بالحديدة، وقطع خطوط إمداد ميليشيات الحوثيين (راجع ص2). وأمس، شهدت مدينة سيئون (وسط حضرموت) تظاهرات واسعة للمطالبة بإصلاح الأوضاع الاقتصادية «الصعبة» نتيجة هبوط الريال اليمني في مقابل العملات الأجنبية وارتفاع أسعار السلع الأساسية. وأكد المتظاهرون في سيئون أنهم «سيستمرون في تنظيم فعاليات احتجاجية حتى تحقيق مطالبهم»، في حين نشرت قوات الأمن تعزيزات في شوارع المدينة. وأدت المسيرات إلى إغلاق طرق رئيسة ومحلات تجارية وشركات صيرفة. وأفادت وكالة «الأناضول» بأن مئات من المركبات اصطفت في طوابير طويلة أمام بعض محطات الوقود في صنعاء؛ فيما وصل سعر الليتر من البنزين في السوق السوداء إلى 900 ريال (1.5 دولار). وكان الليتر يباع قبل الأزمة، بـ400 ريال (0.65 دولار)، وارتفع إلى أكثر من الضعف خلال ثلاثة أيام. واحتجز الحوثيون عشرات من الشاحنات المحمّلة مشتقات نفطية في إحدى النقاط الجمركية التابعة لهم في مديرية الملاجم في محافظة البيضاء. وقال مصدر لوكالة «خبر» إن الميليشيات «تسعى إلى افتعال أزمة في المشتقات النفطية لبيعها في السوق السوداء، لادعائها أن معركة تحرير الحديدة أوقفت تزويد المحافظات بالوقود». إلى ذلك، أمر رئيس الوزراء أحمد عبيد بن دغر، بإغلاق حسابات الجهات الحكومية في المصارف التجارية وحصرها في المصرف المركزي. ودعا خلال ترؤسه اجتماعاً للجنة الاقتصادية أمس، وزارة المال والمصرف المركزي إلى «سرعة تنفيذ توصيات اللجنة، عبر استخدام الفائض من الأرصدة بالعملة الأجنبية لدى الجهات والمؤسسات والصناديق الحكومية والعامة، لمواجهة انخفاض الريال». سياسياً، علمت «الحياة» من مصادر مطلعة في صنعاء أن الحوثيين «رفعوا سقف مطالبهم وشروطهم لحضور أي مشاورات مقبلة، وذلك خلال لقاءات عدد من قيادييهم بالموفد الدولي إلى اليمن مارتن غريفيث في العاصمة اليمنية» أمس. وقالت المصادر أن غريفيث أبلغ الحوثيين بأنه «لم يأتِ إلى صنعاء ليسمع شروطاً ومطالب جديدة من شأنها عرقلة أي مساعٍ لحل الأزمة اليمنية عبر الحوار». ولفتت إلى أن الحوثيين «يحاولون إرباك الموفد الدولي من خلال شروطهم التي تهدف إلى عرقلة أي حوار، لكسب مزيد من الوقت من أجل ترتيب أوضاع ميليشياتهم على جبهات القتال». وأعلن الناطق باسم جماعة الحوثيين محمد عبدالسلام أن غريفيث التقى زعيم الجماعة عبدالملك الحوثي أمس، من دون أن يحدد مكان اللقاء. وكتب عبدالسلام على حسابه في «تويتر»، أن الجانبين ناقشا «سبل التهيئة لإجراء مشاورات» بين الجماعة والحكومة اليمنية. على صعيد آخر، أقرت الأمم المتحدة بأنها تسعى إلى إنشاء «جسر جوي طبي» لنقل مرضى من صنعاء الخاضعة لسيطرة الحوثيين، إلى الخارج لتلقي العلاج. وقال ممثل منظمة الصحة العالمية في اليمن نيفيو زاغاريا في بيان صدر ليل الأحد- الإثنين، إن «الذين سينقلون يعانون أمراضاً مزمنة، و80 في المئة منهم نساء وأطفال». وأوضح أن الأمم المتحدة تعمل للحصول على موافقة الأطراف اليمنيين قبل بدء نقل المرضى، مشيراً إلى أن «الجسر الجوي» سيستمر ستة شهور في مرحلة أولية.
مشاركة :