مع ارتفاع قيمة الدولار في إيران الذي كان المسبب الرئيسي له هو النظام الدكتاتوري الحاكم في إيران، يقترب سقوط هذا النظام أكثر فأكثر. تلك نتيجة علمية ومنطقية لطريقة توجه هذه النظام الكهل نحو السقوط. ومع استمرار تقدم انتفاضة الشعب الإيراني، فقد تخطى في الفترة الأخيرة الدولار عتبة 12 ألف تومان، وتلتها موجة جديدة من الانتفاضة عمت جميع أنحاء إيران والشعارات الشعبية المعادية للحكومة أخذت طابعا أكثر حدة. شعارات من قبيل: الموت لخامنئي، الموت للدكتاتور، يجب أن يقتل الملالي، ويل لكم لليوم الذي تسلحنا فيه..... مضى حتى الآن أكثر من ثمانية أشهر منذ بدء انتفاضة الشعب الإيراني ضد الحكومة والشعب أضحى أكثر تصميما على إسقاط النظام من خلال استمرارية هذه الانتفاضة. وذلك بسبب الحالة الاقتصادية السيئة للمجتمع والشعب الإيراني، وخاصة الطبقات الوسطى والمسحوقة التي ضاقت ذرعا بهذه الحالة. خاصة الآن، وقد استؤنفت في الآونة الأخيرة موجة جديدة من العقوبات الدولية ضد النظام الإيراني، الأمر الذي سيجعل من نتائجها وعواقبها، الحياة في إيران تحت حكم الملالي أكثر صعوبة. الازدياد الكارثي لقيمة القطع الأجنبي غيرت المجتمع الإيراني بشكل كامل وجعلت الغضب الموجود في ضمير كل إيراني يثور ضد الحكومة. هذه الموجة التي بدأت منذ 31 يوليو الماضي، تتسع ويزداد عمقها أكثر فأكثر كل يوم. ذلك لأن التقديرات تشير إلى ارتفاع قيمة الصرف في الأيام والأسابيع القادمة أيضا والشعب لا يملك سوى اللجوء إلى الغضب والعنف. وبالنظر إلى أمثلة مماثلة في التاريخ، نرى أنه بعد ارتفاع أسعار صرف العملات الأجنبية في بلد ما فإن البطالة، والسرقة، والغلاء، والفساد، والبغاء والفاحشة، والتشرد،...إلخ، يكتسح نسيج المجتمع في إيران، تحت حكم رجال الدين، ستكون أبعاد هذه الكارثة أكثر إيلاما، مثل بيع الأطفال أو بيع أعضاء الجسم، وتدمير الأمن الشخصي والمهني، والثقة والنزاهة والقيم الإنسانية للمجتمع. ووفقا للإعلام الرسمي، فإن الراتب الشهري للعامل الإيراني هو مليون و130 ألف تومان. في الوقت نفسه، كان خط الفقر الرسمي المعلن في إيران يبلغ 4 ملايين تومان في وقت سابق من هذا العام. في نفس الأيام، كتبت صحيفة دي.دبليوي أن 80 في المائة من الإيرانيين يعيشون تحت خط الفقر. وكتبت وكالة تسنيم التابعة لقوات القدس الإرهابية أيضا أن خمسين مليون إيراني يعيشون تحت خط الفقر. في ظل ظروف انتفاضة الشعب الإيراني، فإن النظام قد وقع في مأزق مميت ولا يوجد له مخرج أو بطاقة رابحة لاحتواء الموقف، وكما حدث في الماضي، فإن أقلية صغيرة تحكم إيران الغنية. هدايت الله خادمي، عضو البرلمان في 29 يوليو 2018، في إشارة إلى الحالة الاقتصادية الرهيبة والحالة المعيشية السيئة للشعب، اعترف بأنه على مدى 40 سنة، «أخذت 200 عائلة وأسرة مصير البلد كرهينة». على الرغم من أن المرحلة الجديدة من انتفاضة الشعب الإيراني لها سمات بارزة مثل انتشار وتزامن الإضرابات الواسعة لسائقي الشاحنات الثقيلة في جميع أنحاء البلاد وتنوع الطبقات الشعبية المختلفة، وتحول الشعارات إلى شعارات سياسية بشكل أسرع وأكبر، وتنامي الشجاعة الشعبية المتزايدة في التعامل مع العملاء الحكوميين، وعلى وجه الخصوص الوجود الكبير والملفت للنساء في الفترة التي سبقت الانتفاضة، لكن الأهم من ذلك هو توسع مراكز العصيان ودورها القيادي في الانتفاضة حيث ألقت الذعر والخوف في قلب النظام. بحيث أن قادة هذا النظام لا يخفون ذلك ويعترفون به بأشكال مختلفة. انتفاضة الشعب الإيراني التي تعتمد الآن وأكثر من أي وقت مضى على مقاومة حقيقية ومنظمة جعلت قادة هذا النظام يعترفون بأن شعارات المنتفضين هي ذاتها شعارات المجاهدين، كذلك فهم يعترفون بهذه الحقيقة بأن هدف الشعب هو إسقاط النظام كما أن استبدال مسؤول أو عدة مسؤولين من هذا النظام لا يمكنه أن يحل الأمر أو يشفي آلام هذا النظام. الرئيس السابق للملالي محمد خاتمي، الذي كان حتى وقت قريب في حبس الولي الفقيه، ظهر مرتبكا إلى المشهد مناشدا خامنئي تقديمه خطة عمل مكونة من 15 مادة لحل القضايا والمشاكل تبعا لأوامره الخاصة! إجراء يظهر، قبل كل شيء، فشل النظام برمته في وجه انتفاضة الشعب الإيراني. في مثل هذا الفضاء والمساحة من اضطراب وتشتت هذا النظام وعدم توازنه واستئناف العقوبات الدولية ضده والتي ستعزز من الانتفاضة وتقرب الحالة المجتمعية من نقطة الانفجار. الشعب المضطهد اتخذ قراره في مثل هذه النقطة الانفجارية بهدم وتدمير بنية وهيكل هذا النظام وجميع مؤسساته الحكومية قسرا وبالقوة. إن المنتفضين، وفي المقام الأول، الشباب الإيراني أدركوا أن العنف وسفك الدماء الذي يقوم به هذا النظام يجب أن يُقابل بإجراء عنيف . ومن الناحية العملية، فإنهم أيقنوا أنه يجب أن يردوا الصاع بالصاع والرصاص بالرصاص. { كاتب إيراني
مشاركة :