تعتبر المملكة العربية السعودية دولة رائدة بكل مامن شأنه تعزيز السلم والسلام في العالم من خلال مبادراتها السياسية التي تظمن تحقيق الامن والاستقرار الدوليين. ومن هذا المنطلق كان لخادم الحرمين الشريفين وسمو ولي العهد المبادرة لجمع الدول المتنازعة في جدة لتكون شاهدة على السلام والرعاية الكريمة لتوقيع الاتفاقية الاثيوبية الاريتيريه، بعد صراع دام بينهما لأكثر من عقدين. إن اتفاقية كهذه ماكان لها أن تتحقق بعد أن كانت ولعدة اشهر قليلة ماضية اشبه بالمستحيل بل وضرب من الخيال، لولا الحنكة والحكمة السياسية للقيادة السعودية التي تحرص دوماً على الامن والسلام من خلال مكافحة الارهاب ومن خلال المبادرات السياسية كهذه المصالحة والاتفاقية لتقريب وجهات النظر. وذلك لما له من منافع اقليمية وايضاً داخلية على الدول ذاتها ومنها الاستقرار الامني الذي يعمل على سد الفراغ والثغرة التي من الممكن ان تستفيد منها الدول التي تسعى للخراب والفوضى في دعم بعض الجماعات المسلحة لتحقيق مبتغاها في تلك الدول. وبالتالي سينعكس ذلك بشكل سلبي على نموها الاقتصادي والتنموي، وسيسهم في ازدياد الهجرة الغير شرعية لليمن عن طريق البحر الاحمر، ومن ثم للسعودية ودول الخليج، والتي من الممكن ان يكون بينهم اشخاص مطلوبين للعدالة. لم تغفل المملكة عن اهمية استمرار هذه المصالحة والاتفاقية وصيانتها من الفشل، لضمان بقائها مستقبلاً حتى في حال التغيرات السياسية في تلك الدولتين، وحضور الامين العام للامم المتحدة سيعزز من ترسيخ المصالحة والاتفاق، وايضاً هي رسائل واضحة للمنظمة بأن المملكة العربية السعودية هي مملكة السلام، وهذه المصالحة ستضاف إلى تاريخها وسجلتها المزدهرة بالسعي لتحقيق السلام والمصالحات بين الدول، وحريصة على الاستقرار الاقليمي بعيداً عن وجود اي جماعات ارهابية مسلحة لاتمثل الشعوب. بما في ذلك القرن الافريقي الذي شهد اضطرابات وصراعات خلال العقود الماضية، وهذه الاتفاقية بين ممثلي الدول السياسية سيحقق استقراراً امنياً. وبالتالي سينعكس ايجابياً على سلامة سير الملاحة البحرية في البحر الاحمر، وهذا سيظمن المرور الامن للاقتصاد العالمي، ايضاً فتح مجال الاستثمارات في موانئها البحرية، ومن المتوقع بأن نشهد قريباً اتفاقيات اثيوبية مصرية يتحقق من خلالها الامن المائي في نهر النيل. بلا شك المملكة العربية السعودية ودولة الامارات الشقيقة لهما دور بارز في النجاح لتقريب وجهات النظر والسعي الحثيث للوصول إلى نقاط تفاهم بين ارتيريا واثيوبيا، وهذا مايجعلنا أمام دولتين خليجيتين يهمهما سلام الدول وامنها واستقرارها.
مشاركة :