صحة القلوب توجب مقاطعة «القروب» | أحمد عبد الرحمن العرفج

  • 1/1/2015
  • 00:00
  • 12
  • 0
  • 0
news-picture

المُشكِلات في الكُرَة الأرضيّة نَوعَان: مُشكِلات صُغرَى، ومشكلات كُبرَى، ومِن المَعلوم أنّ المُشكِلات الصُّغرَى هي المُتْعِبة، وهي التي تَتكرّر كُلّ يَوم، أمَّا المُشكِلات الكُبْرَى فهي تَحدث مرّة في السّنة، ولا تَتكرّر..! ومِن الغَريب أنَّنا نَقفز إلَى المُشكِلات الكُبرَى، حِين تَخدعنا الأوهَام، فنُصدِّق بأنَّ الحلُول الصّعبَة مُلْقَاة عَلى قَارعة الطَّريق، ولا نَكتشف كَم كُنّا مُخطئين إلَّا بَعد فوَات الأوَان، وضيَاع المَزيد مِن الوَقت والأموَال؛ في التَّجَارُب الفَاشِلَة، ويَترتّب عَلى ذَلك؛ إهمَالنا التَّام للمُشكِلات الصُّغرَى التي تُزعجنا، وهي بنَفس الوَقت سَهلَة الحلُول..! قَبل أنْ يَقول قَائِل: إنَّ هَذه المُقدِّمة لَا تُقرِّب الفِكْرَة، بَل تزيد الأمُور تَعقيدًا وغمُوضًا، دَعوني أُحدِّثكم عَن مُشكِلَة صُغرَى، تُوَاجه الكَثير مِن النَّاس بالإيجَاز التَّالِي: حِين تَستيقظ في الصّباح، وبَعد أنْ تُصلِّي الفَجر، تَلتقط جَوّالك، فتَكتَشف أنَّك مُضافٌ إلَى «قروب» جَديد، لَا تَعلم متَى أُضِفْت؟ ولا مَن أَضَافَك؟ وتَستقرُّ في هَذا «القروب» لمُدّة أسبُوع أو أسبُوعين، ثُمَّ يَصعب عَليك الانسحَاب، لتُصبح بَين عَذابين، عَذَاب «زَعل الأصحَاب الجُدد» إذَا قرَّرت الرَّحيل، وعَذَاب تَحمُّل الإزعَاج إذَا صَمدتَ وصَبرتَ عَلى مَا تَكْرَه، لتُصبح مِثل ذَلك الشَّاعِر الذي قَال عَن مَحبوبته: (في قُربك عَذَاب، وفي بُعدك عَذَاب)..! إنَّ أسبَاب الانسحَاب مِن القروبَات كَثيرة، ولَن نُضيِّع الوَقت في تِعدَادهَا، بَل سأُخبركم بمَا اقتَرحتُه عَلى أَحَد الأصدقَاء، حِين سَألني قَائلاً: (يَا أحمَد كَيف أَخرُج مِن القروبَات)؟ حَيثُ أجبته قَائلاً: هُنَاك حِيَل كَثيرة، مِنها أنْ تَدّعي بأنَّ زَوجتك تَغار عَليك، وطَلَبَتْ مِنك إلغَاء عضويّتك مِن جميع «القروبَات».. أو تُمارس حِيلَة أُخرَى، وهي أنْ تَقول لأهل «القروبَات»: سأُغيّر الرَّقم ثُمَّ أعود إليكُم في «القروب» مِن خِلال رَقمي الجَديد، ثُمَّ تَذهب بلا رَجعة، والنَّاس سيَنسون فعلتك طَبعًا، لأنَّ ذَاكرتهم مِثل ذَاكرة القطط، التي تَفقد البيَانَات بَين الوجبَات..! والحِيلَة الثَّالِثَة التي اقتَرحتُها عَلى صَديقي، هي أنْ يَنسَحب مِن «القروب» بحجّة إنجَاز بَحثٍ مَا.. أمَّا الحِيلَة الرَّابِعة والأخيرَة، فلَم أنصَح بهَا صَديقي، لأنَّني أُسمّيها حِيلَة «اللِّئام»، وهي أنْ يَفتعل -مَن يُفكِّر في الانسحَاب- مُشكلة مَع أَحَد أعضَاء «القروب»، ثُمَّ يَفجُر في الخصُومة، ويُغادر «القروب» مُغاضِبًا، ثُمَّ يَقطع كُلّ وسَائل ومَسَاعي السَّلام والإصلَاح، والوِئَام الحميدَة..! حَسنًا.. مَاذا بَقي؟! بَقي أنَّ مُشكلة مُغادرة «القروبَات» -بالحُسنى- صَغيرة جِدًّا، لَكنّها تَستنزف جهُودنَا، وتُضيِّع مَا بَقي مِن أوقَاتنا، فنُفكِّر طوَال اليَوم في حَلِّها..!! تويتر: Arfaj1 Arfaj555@yahoo.com تويتر: Arfaj1 Arfaj555@yahoo.com

مشاركة :