لَم تَعُد النَّواصِي شَأنًا خَاصًّا بشَيخنا «أبي سفيان العاصي»، بَعد أنْ وَجَدَ فِيها كَثيرٌ مِن القُرَّاء والقَارِئات الكِرَام؛ مُنتجعًا أو مَلاذًا يَفرّون إليهِ، كُلَّما سَئِمُوا مِن التَّعقيدَات والاستراتيجيّات، والأطروحَات والتَّحليلَات المُطوّلات، التي تَطغَى عَلى كَثيرٍ مِن الكِتَابَات.. ومِسَاحة النَّواصِي -كعَادتها- تَتَّسع لكُلِّ هَؤلاء الأصحَاب والأحبَاب -عَلى اختلَاف مَشاربهم ومَآربهم- دُون الحَاجَة إلَى «تَطبيق مِنحة» في أطرَافها خِلْسَة، فكُلَّما زَاد عَدد المُحبِّين؛ زَادت بَهجة المُرحِّبين، لِذَا هَا هي النَّواصِي تَستصلح المَزيد مِن الأرَاضِي القَاحِلَة، لتَغرس فِيهَا المَزيد مِن الورُود والحرُوف: * الحُبُّ نَوعَان: حُبٌّ حَضَاري، وحُبٌّ تجاري، فالحُبّ الحَضَاري هو الذي لَا يَقوم عَلى المَصَالح الطَّارِئة، أمَّا الحُبّ التّجَاري، فهو الحُبّ الذي يَقوم عَلَى المَنَافع المُؤقَّتة، ومِثل ذَلك الحُبّ رَفَضَه الشَّاعر «لطفي زيني» -رَحمه الله- في أُغنية: «اليوم يمكن تقولي»، التي صَدَح بِهَا الفَنّان «طلال مداح» -رَحمه الله- حِين قَال: مَرَّتْ عَلَيَّ ظُرُوف الحُبّ فِيهَا تِجَارِي وكُنْت أسمَعْ وأَشُوف وغَصْبًا عَنِّي أَدَارِي!! * الرَّغبَة مِن أقوَى الغَرَائِز الإنسَانيّة، فرَغبة النَّاس في التَّواصُل؛ لَن تَمنعها أقوَى الحَواجِز..! * الحَاجَة الرَّعنَاء تَكسر الكِبريَاء والإبَاء..! ***** * قَال شَيخي «مصطفى السباعي»: (الصّندوق المُمتلئ بالجوَاهر لَا يَتّسع للحَصَى، والقَلب المُمتلئ بالحِكَم لَا يَتّسع للصَّغائِر)..! * كُلُّ الأزمِنَة تَحتوي عَلى «أَوقاتٍ جَميلَة»، بِمَا في ذَلك زَمَاننا هَذا، ولَكن لَن نُدرك جَماله إلَّا بَعد سَنَوَات.. ومَن يَتذمّر مِن الحَاضِر؛ سيُصبح أَشدّ نَدمًا في المُستَقبل، حِين يَكتشف كَم كَان قَاسيًا عَلى ذِكريَاته وتَاريخه..! * قَال إخوَان الصِّفَاء وخِلاّن الوفَاء: (المَرأة تُفسِد المَرأة، كَما أنَّ الأفعَى تَأخذ السُّمّ مِن الأفعَى)..! ***** * يَقولون: إنَّ للتَّطرُّف أسبَابه، مِنها سوء التَّربية والصُّحبَة الفَاسِدة، والحقيقَة أنَّ سَبَب التَّطرُّف هو غيَاب المَحبَّة، وشُحُّ الحُبّ..! * قَلبي غُصنٌ أَخْضَر يُحبّ السَّعَادَة، ويَحتفظ بحَيويّة الحيَاة.. إنَّه غُصنٌ أَخْضَر حَي، يَنتظر الطّيور لتَقف عَليه..! * حِين أَكتُب جُـدَّة -بضَمّ الجِيم- يَردُّ عَليَّ المُتسرِّعون قَائلين: «جِدّة بالكَسْر». ومَا عَلِمُوا أنَّ هَذا الاسم؛ دَار حَوله جَدلٌ طَويلٌ بَين العُلَمَاء..! حسنًا.. ماذا بقي؟! بقي القول: الإيمَان البَسيط المُبهج، خَيرٌ وأيسَر مِن «الشَّكِّ» المُعقَّد المُزعج..!!! تويتر: Arfaj1 Arfaj555@yahoo.com
مشاركة :