الشارقة: علاء الدين محمود نظّم اتحاد كتّاب وأدباء الإمارات في مقره بقناة القصباء في الشارقة، أمسية حملت عنوان «جولة في إبداع الأديب الراحل دريد يحيى الخواجة»، تحدث فيها الناقد د. هيثم يحيى الخواجة، وقدمها القاص محسن سليمان.قدّم هيثم الخواجة في بداية حديثه تطوافاً شاملاً حول مراحل رئيسية شكلت المناهل الأساسية لإبداع دريد الخواجة، موضحاً أن رحيله يعتبر خسارة للأدب والنقد والإبداع، حيث كان صوتاً نقدياً وإبداعياً متميزاً، وعرف منذ طفولته بميله نحو الأدب وصنوف الإبداع، حيث اشتغل بفن المسرح فكان مؤلفاً وممثلاً ومخرجاً.وقال الخواجة: «بدأ قمر إبداعه يضيء بقوة في المرحلة الثانوية والجامعية، حيث شكّل مع مجموعة من أصدقائه تياراً يدافع عن الحداثة الشعرية، ومن هؤلاء الأصدقاء: الشاعر علي كنعان، ومصطفى خضر، وإسماعيل عمود، وحسين حموي، والروائي عبدالنبي حجازي وغيرهم مما شكلوا واقعاً جديداً».وتناول هيثم الخواجة ثلاثة أقسام في حياة الأديب الراحل اشتملت على كتبه النقدية، وقصصه وسردياته، ورأي النقاد والمبدعين فيما قدّمه من نقد وأدب وإبداع، حيث كان للراحل عدد من المؤلفات والإصدارات المهمة في مجال النقد، مثل: «الصفة والمسافة»، «القصيدة لا الشعر»، «إشكاليات الواقع والتحولات الجديدة في الرواية العربية»، إضافة إلى عشرات الدراسات التي نشرت في الصحف والمجلات، حيث إن مشروعه النقدي قد أسهم في الفضاء الإبداعي الخاص به، ولم يصدر كتابٌ نقديٌ للراحل إلا وأثار جدلاً وأخذ حظه من التقريظ والاهتمام.كما اهتم الراحل كثيراً بالحركة الشعرية الإماراتية وأفرد لها عدداً من الكتب والمؤلفات النقدية، أبرزها كتابه الذي تناول فيه التجربة الإبداعية للشاعر حبيب الصايغ والذي جاء تحت عنوان «الدلالة الحافة في شعرية النص الجديد».واستعرض هيثم الخواجة أهم المؤلفات السردية للراحل، ومن أهمها: «وحوش الغابة»، و«التمرير»، و«رسام البحر»، و«رهائن الصمت»، و«مصير مخلوق صامت»، مشيراً إلى أن دريد الخواجة تفرّد بكتاباته القصصية، لتمكنه من الموهبة الإبداعية، وقدرته على رؤية الواقع بعين باصرة، ومتمكنه من اللغة وصرفها واشتقاقاتها، ودفء مشاعره، وخطابه الفكري، واستيعابه لبنية الخطاب القصصي ووظيفته، ورؤيته الفلسفية للواقع والمعاناة والظلم، وعشقه للإنسانية، فما زال صدى مجموعته القصصية الأولى «وحوش الغاب» يتردد قوياً، حيث رسم فيها ومن خلالها، إطاراً فلسفياً وبيّن فيها رؤيته للحياة، وقد كتب كثيرون عن أهمية قصص الراحل، منهم المستشرق البلغاري الإسكندر فاسيلينوف، والكاتب حسن زهراوي، وشوقي بغدادي، وحيدر حيدر، وخالد زغريت، وصبري مسلم.وقدّم هيثم خواجة عدداً من نماذج الآراء النقدية التي كتبها النقاد والمبدعون العرب حول تجربة الراحل مع القصة والسرد، وأشار إلى أنه كان صوتاً نقدياً متفرداً، حيث وفّر العديد من المؤلفات المقنعة والباعثة للدهشة.
مشاركة :