أتستبدلون الذي هو أدنى بالذي هو خير !

  • 1/1/2015
  • 00:00
  • 21
  • 0
  • 0
news-picture

يعين مسؤول في مركزه فيبدأ الحديث عما سوف يقوم به من تغيير في من حوله من العاملين وتنهال التوقعات والتسميات وقد تحدد أسماء من سوف تطالهم يد التغيير من القيادات الإدارية التي تلي المسؤول المعين في السلم الإداري، وقلما يكون الحوار الدائر عن المبعدين من قبل المسؤول الجديد أو القادمين في معيته، منصبا على كفاءة أو عدم كفاءة هذا الفريق أو ذاك، لأنه لو كان الأمر كذلك فإن مصلحة العمل توجب على أي مسؤول يتقلد منصبا إعادة ترتيب وتدوير المناصب الإدارية والقيادية التابعة له بما يطور ويحرك عجلة العمل ويرتقي بالخدمة، ويكون من حقه اختيار الرجال الذين يرى أنهم قادرون على تحقيق ما يصبو إليه من تطوير وتيسير في إجراءات العمل تقود إلى سرعة الانجاز وتفعيل الخدمات، ولكن جل ما يدور من حوار حول التغييرات التي تصاحب تعيين مسؤول جديد في منصب من المناصب لا علاقة لها للأسف الشديد بالعمل وإنما بنظرة المسؤول نفسه إلى الإداريين الذي عملوا مع سلفه فهو يرى أنهم محسوبون على من سبقه أوفياء له وكأن الوفاء قد أمسى من الصفات المرذولة فهو يتوقع ــ قبل أن يجربهم ــ أنهم لن يكونوا أوفياء معه ولن يستطيع التفاهم معهم وأنهم قد أخذوا فرصتهم الوظيفية في مناصبهم فيرى أن من حقه الذي لا يماريه فيه أحد تقريب من يرتاح لهم بغض النظر عن مستوى كفاءتهم وخبرتهم ودرايتهم بالأعمال التي سيكلفون بها فإن نبهه أحد المقربين إليه بأن الذي اختاره مديرا لمكتبه على سبيل المثال لا يتمتع بالصفات والكفاءة والخبرة التي تجعله مستحقا للمنصب أجابهم بقوله: يكبر ويتعلم، وإن جادله محب له حول عدم صحة قراره بإبعاد موظف كفء من موقعه لمجرد أنه عمل مع سلفه محذرا إياه من أنه قد لا يجد من داخل الإدارة أو من خارجها من يتمتع بالكفاءة نفسها صد عمن يجادله وينصحه وأصر على أن تغييراته هي من باب تغيير الدماء وتغيير الوجوه القديمة بوجوه نيرة جديدة، ولذلك تصبح العديد من التغييرات الحاصلة في المناصب الإدارية المصاحبة لاستلام مسؤول جديد لمنصبه هي تغييرات لا تأخذ في معظمها مصلحة العمل بل هي قائمة على الهوى والأغراض الشخصية، ولذلك سرعان ما تنكشف الأمور ويدرك الجميع أن ما أعلن من تغييرات وتبديلات وتدويرات في المناصب باسم المصلحة العامة لا علاقة له من قريب أو بعيد بالمصلحة العامة.

مشاركة :