اتحاد الشغل في تونس.. قوة نقابية بتأثير سياسي

  • 9/21/2018
  • 00:00
  • 8
  • 0
  • 0
news-picture

مصدر الصورةGetty ImagesImage caption الاتحاد العام التونسي للشغل أعلن الأمين العام للاتحاد العام التونسي للشغل، نور الدين الطبوبي، إضرابا في القطاع العام ( ويشمل المؤسسات ذات الصبغة التجارية والصناعية)، في ٢٤ أكتوبر/تشرين أول المقبل، وفي الوظيفة العمومية (دواوين الوزارات)، في ٢٢ نوفمبر/تشرين ثاني المقبل، فيما بدا فصلا جديدا في مسلسل التوتر بين كبرى النقابات التونسية وحكومة يوسف الشاهد. ووصف الطبوبي قرار الإضراب بالتاريخي. وينظر إلى الاتحاد على أنه قوة نقابية ضحمة لا يمكن تحييدها عن المشهد السياسي، إذ يضم نحو ٥٠٠ ألف عضو يتوزعون على معظم القطاعات الاقتصادية والفئات الاجتماعية. كما إن للاتحاد تاريخا من الشد والجذب، بلغ حتى الصدام، مع جميع الأنظمة التي تعاقبت على حكم البلاد. الحزب الحاكم في تونس يجمد عضوية رئيس الحكومة يوسف الشاهد رئيس وزراء تونس يتهم نجل الرئيس السبسي بـ"تدمير" الحزب الحاكم تونس : هل تتعمق الأزمة بعد مطالبة السبسي للشاهد بالاستقالة؟ وغداة الإطاحة بالرئيس التونسي السابق، زين العابدين بن علي، في ١٤ يناير/كانون ثاني ٢٠١١، تحول الاتحاد إلى الحلقة الأقوى في المشهد التونسي، خاصة حين قاد حوارا وطنيا أفضى إلى التسريع بإصدار دستور جديد للبلاد وتشكيل حكومة تكنوقراط، في يناير/كانون ثاني ٢٠١٤. وحاز الاتحاد، إلى جانب الاتحاد التونسي للصناعة والتجارة والصناعات التقليدية والرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان والهيئة الوطنية للمحامين، على جائرة نوبل للسلام لعام ٢٠١٥، بالنظر إلى إطلاق "عملية سياسية بديلة وسلمية في وقت كانت فيه البلاد على شفير حرب أهلية"، كما ذكرت لجنة الجائزة آنذاك. وفي ١٣ يوليو/تموز ٢٠١٦، انضم الاتحاد إلى تسعة أحزاب ومنظمتين للتوقيع على وثيقة قرطاج، التي انبثقت عنها حكومة يوسف الشاهد الحالية. إلا أن شهر العسل لم يدم طويلا، إذ سرعان ما شقت الخلافات الائتلاف الحكام، إلى أن علق الرئيس التونسي، الباجي قايد السبسي، العمل بالوثيقة، في مايو/أيار الماضي. مصدر الصورةGetty ImagesImage caption من اليمين الطبوبي والشاهد والسبسي وقال الأمين العام للاتحاد العام التونسي للشغل، نور الدين الطبوبي، حينها، إن منظمته لم تعد ملزمة بأي قرار تتخذه حكومة الشاهد. وتحول الاتحاد منذ ذلك الحين إلى أبرز قوة معارضة للحكومة، إلى جانب شق داخل حركة نداء تونس، يقوده نجل الرئيس، حافظ قايد السبسي. ووجد قايد السبسي دعما من الاتحاد، حين خرج يوسف الشاهد، في كلمة بثها التلفزيون التونسي في ٣٠ مايو الماضي، يتهمه فيها بتدمير الحزب. ويتهم الاتحاد الحكومة بالسعي إلى التفويت في شركات مملوكة للدولة والفشل في الحيلولة دون انهيار المقدرة الشرائية. ونفت الحكومة، الأسبوع الماضي، وجود أي قائمة لمؤسسات عمومية بنية خصخصتها. وهناك مخاوف من توجه الاقتصاد التونسي نحو مزيد من الانزلاق، إذ كشف وزير المالية التونسي، رضا شلغوم، بداية الأسبوع، أن خدمة الدين ستبلغ مستوى قياسيا، العام المقبل، إذ ستتجاوز حاجز ٩ مليارات دينار (٣.٢٥ مليار دولار)، وهو ما سيؤثر على قانون الموازنة. واقترحت لجنة حكومية مكلفة بمراجعة نظام دعم المنتجات الأساسية اللجوء إلى رفع الدعم على ثلاث مراحل تهم الأولى الحليب والزيوت النباتية والثانية الخبز والطحين والثالثة السكر والكسكسي والمعجنات.مصدر الصورةAFPImage caption الصراع بين السبسي والشاهد خرج للعلن يأتي ذلك في الوقت الذي من المرتقب أن تقر فيه الحكومة زيادة جديدة لأسعار المحروقات، ستكون الخامسة منذ بداية العام الجاري. أهم المحطات في تاريخ الاتحاد العام التونسي للشغل:٢٠-٠٦-١٩٤٦ الزعيم النقابي، فرحات حشاد، والشيخ الخطيب، محمد الفاضل بن عاشور، يؤسسان الاتحاد العام التونسي للشغل٠٥-١٢-١٩٥٢ تنظيم "اليد الحمراء"، التابع للاستخبارات الفرنسية، يغتال فرحات حشاد١٩٥٥ الاتحاد العام التونسي للشغل يساند الحبيب بورقيبة في صراعه مع صالح بن يوسف على زعامة الحزب الحر الدستوري الجديد الذي يقود حركة التحرر الوطني من الاستعمار الفرنسي١٩٥٦ أعضاء من المكتب التنفيذي للاتحاد العام التونسي للشغل ينضمون إلى أول حكومة تونسية بعد الاستقلاليناير ١٩٧٨ الاتحاد العام التونسي للشغل يعلن الإضراب العام ويدخل في صدام مع نظام الحبيب بورقيبة ليبلغ أوجه يوم ٢٦ يناير المعروف بالخميس الأسود، بسقوط العشرات بين قتيل وجريج واعتقال قيادات المنظمة٢٠٠٤ الاتحاد العام التونسي للشغل يعلن مساندته ترشح زين العابدين بن علي لولاية رئاسية جديدة بعد تعديله الدستورديسمبر ٢٠١٠ - يناير ٢٠١١ قيادة الاتحاد العام التونسي للشغل تنأى بنفسها عن المظاهرات المطالبة برحيل زين العابدين بن علي ومكاتبها المحلية والجهوية تقود الاحتجاجات وتؤطرها٤-١٢-٢٠١٢ هجوم على مقر الاتحاد العام التونسي للشغل، أثناء إحياء الذكرى الستين لاغتيال فرحات حشاد وقيادة المنظمة تهدد بالإضراب العامأكتوبر ٢٠١٣ الاتحاد العام التونسي للشغل يطلق حوارا وطنيا مع ثلاث منظمات أخرى للتعجيل بإصدار دستور وتشكيل حكومة تكنوقراط٠٩-١٠-٢٠١٥ الرباعي الراعي للحوار الوطني يحصل على جائزة نوبل للسلام١٣-٠٧-٢٠١٦ الاتحاد العام التونسي للشغل يوقع على وثيقة قرطاج المؤسسة لحكومة ائتلافية

مشاركة :