فى العاشر من شهر المحرم يصوم كثير من المسلمين وذلك أقتضاء برسولنا محمد عندما علم أن اليهود فى المدنية يصومون هذا اليوم لأنه اليوم الذى نجى فيه الله سيدنا موسى من فرعون فقال نحن اولى بموسى منهم ونوى صيام تاسواء وعاشوراء من المحرم لمخالفة اليهود وكان يصاحب ذلك عمل نوع من الحلوى تشبه البليلة وهى من القمح واللبن والسكر والبندق والمكسرات. يروي لنا مجدى شاكر الخبير الاثري ، لنبض العرب ، عن الأحتفال بيوم ( عاشوراء ) كان فى الأصل عيد مصرى قديم يرجع إلى الدولة القديمة في أواخر عصر الأهرام وكان من بين أعياد منف الدينية وكانوا يطلقون عليه عيد “طرح بذور القمح المقدس” ويقع في اليوم العاشر من شهر(طوبة) أول شهور الفصل الثاني من فصول السنة (فصل برت البذر) وكان عيد حصاد الحبوب. وأكد شاكر ، أنهم كانوا يحتفلون بعيد عاشوراء بإعداد مختلف الأطعمة التقليدية الخاصة به والتي تصنع جميعها من القمح المعد للبذر وفى مقدمتها (صحن عاشوراء) ولا تختلف صناعته وطريقة إعداده وتقديمه عما هو متبع حاليا و كانت البليلة تصنع في قدور خاصة ولا تزال حتى الآن من الأطعمة الشعبية المتوارثة وكذلك كعك عاشوراء الخاص ويصنع من القمح وعسل النحل وكان يصنع على شكل القمحة أو السنبلة وتوضع فى وسط الكعكة قمحة رمزا للخير.. وقد صادف يوم عاشوراء المصري القديم العاشر من تشرى أول السنة العبرية والذى صادف بدوره العاشر من محرم عند المسلمين. أما عن جذور اسم ( عاشوراء ) يعود للغة المصرية القديمة ولاريب، فقد قسم قدماء المصريون السنة إلى ( 12 شهر + شهر صغير) وقسموا الشهر إلى ثلاثة أسابيع ( الأسبوع = عشرة أيام وأثناء وجود اليهود فى مصر نقلوه وأضافوه لتراثهم الدينى .. وليس صدفة أن يكون يوم عاشوراء المصري القديم يوافق مع العاشر من تشرى أول السنة العبرية وفيه أمر نبي الله موسى عليه السلام اليهود بالصيام تكفيرا عن ذنب عبادتهم للعجل في الوادي المقدس “طوى” عند جبل الوصايا، وهو عيد الكيبور، مشيرا الى ان العرب في الجاهلية اخذوا عادة الاحتفال بعاشوراء والصوم عن اليهود . وعند نزول الإسلام أمر النبي عليه الصلاة والسلام المسلمين بالصيام فى نفس اليوم والاحتفال به وقال ( نحن أحق بموسى منهم )، قضلاً عن أن الشيعة أيضا يحتفلون بعاشوراء لأن الأمام الحسين رضى الله عنه قتل في يوم عاشوراء، كما أن بعض البلاد الآسيوية القديمة كانت تحتفل به أيضا في نفس اليوم على أنه اليوم المقدس الذى زرع فيه سيدنا نوح عليه السلام القمحة في الأرض بعد الطوفان. وفى عصر الفاطميين احتفل المصريون بيوم عاشــوراء منذ أكثر من ألف عام، وكان من ملامـــح الاحتفال في مصر حينذاك أن يحتجب الخليفة عن الاهالي، فيما يركب قاضي القضــاة بملابس عادية في أول النهار ويذهب إلى المشهد الحسيني ومعه الشهود، فإذا جلسوا فيه ومعهم قراء “الحضرة”والمتصدرون في الجوامع جاء الوزير فجلس في الصدر وعلى جانبيه القاضي والداعي، فيبدأ القراء القرآن الكريم، ثم ينشد جماعة من الشعراء شعرا في رثاء أهل البيت لمدةتصل إلى ثلاث ساعات يستدعون بعدها إلى القصر فيدخل قاضي القضاة وداعي الدعاة ومن معهما إلى “باب الذهـب”، فيجدون الدهاليز قد فرشت بالحصر بدل السـجاد، فإذا اكتمل هذا الجمع بدأ القراء يقرأون والمنشدون ينشدون للمرة الثانية، ثم تمـــد موائد تسمى “سماط الحـزن”، إذ انها لا تحتوي على الحلوى أو الأطعمة الفاخــرة، وإنما تقدم فيها ألف زبدية من العدس الأسود والعدس المصفى والملوحات والمخللات، والأجبان والألبـان وعسل النحل، والخبز والفطير المصنوعان من الشعير،وقد غير لونهما قصدا، ويدعى الحضور والناس إلى الأكل على هذا الســـــماط، وفي ذلك الوقت يمر النواحون بالأسواق وهم يرفعون أصواتهم بالبــكاء والنحيب والانشاد والمقريزي يتكلم بالإطناب عما كان يعمل في يوم عاشوراء قبل وجود المشهد الحسيني بالقاهرة. فمما قاله: إن خلقاً كثيراً من الشيعة وأتباعهم كانوا انصرفوا إلى المشهدين، قبر كلثوم ونفيسة ومعهم جماعة من فرسان المغاربة ورجالتهم بالنياحة والبكاء على الحسين رضي الله عنه ، وكسروا أواني السقائين في الأسواق وشققوا الروايا، وسبوا من يفق في هذا اليوم، وتغلق الناس الدكاكين وأبواب الدور، وتتعطل الأسواق. وقال: إن مصر كان لا تخلو منهم في أيام الإخشيدية والكافورية في يوم عاشوراء عند قبر كلثوم وقبر نفيسة، وكان السودان وكافور يتعصبون على الشيعة. مع أطلاق البخور والرقى من الجن وفي كل سنة في هذا اليوم تتعطل السواق، ويخرج المنشدون إلى جامع القاهرة، وينزلون مجتمعين بالنوح والنشيد، وكانوا يقفون على الحوانيت لأخذ شيء من أربابها، حتى إن قاضي القضاة عبد العزيز بن النعمان جمع المنشدين وأمرهم أن لا يتكسبوا بالنوح والنشيد ومن أراد ذلك فعليه بالصحراء.
مشاركة :