خطيب جامع الخير يستنكر التصرفات المسيئة لذكرى عاشوراء

  • 9/22/2018
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

في خطبة الجمعة بجامع الخير بقلالي أمس قال الشيخ صلاح الجودر: إن العالم اليوم يواجه إشكالية اختلاط الحق بالباطل، واضطراب معايير الحكم على الأمور، وكأنه في نفق مظلم، وليل بهيم، لذا يتساءل المتسائل: ما الذي يجري؟ ومن يقف خلف تلك الأحداث؟ وما نهايتها؟! تأملوا معي -عباد الله- فيما يجري في العراق وسوريا واليمن ولبنان وليبيا وغيرها من الدول، حروب وصراعات، وقتلى ومشردون، وآخرون مأسورون ومهجرون، مآس ونكبات، بل غرس للأحقاد، وتكريس للضغائن، في الوقت الذي تحتاج فيه تلك الدول إلى إطعام الجوعى، وعلاج المرضى، ونشر الأمن والاستقرار، وتعزيز قيم التسامح والتعايش والمحبة، قال تعالى: (يا أيها النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَـكُم مّن ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَـكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَـرَفُواْ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عَندَ اللَّهِ أَتْقَـكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ) [الحجرات:13]، هذا هو النداء الرباني للعالم أجمع، أما النداء لأمتنا ومجتمعاتنا فإنه قائم على نبذ الخلاف والشقاق، والدعوة إلى الوحدة والاتحاد، والوقوف صفًّا واحدًا أمام التحديات، وذلك امتثالاً لقوله تعالى: (ولا تَنَـزَعُواْ فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُواْ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّـبِرِينَ) [الأنفال: 46]. وأعلموا -عباد الله- أن جل الخلاف الذي مزق الأمة، وجعل تداعي الأمم عليها يرجع إلى حب الغلبة والرغبة في الاستبداد مع ما يصاحبه من سوء الأدب في الحوار، والغيبة والنميمة والتطاول على ولاة الأمر والعلماء، وهي -والله- بداية الهاوية والسقوط في مستنقع الصدام، إن أول ما تحتاجه الأمة هو رص الصفوف، وتفويت الفرصة على الأعداء والعملاء من بث الفرقة والبلبلة. ونحن على أبواب انتخابات برلمانية جديدة فإن الحذر يوجب التصدي للإشاعات والأكاذيب، وكثرة القيل والقال، والرشاوى وشراء الذمم، وخاصة أننا نعيش عصر الفضاء المفتوح، فالأكاذيب والإشاعات هي سلاح المغرضين والأعداء والعملاء لزعزعة أمن واستقرار المجتمع وخلخلة صفوفه، وخاصة في فترة الانتخابات! تحذيرنا ليس للعدو والعميل والحاقد فهؤلاء الأمل والرجاء منهم مقطوع، ولكنه للمسلم الغافل، والمواطن حسن النية والطوية، الذي قد لا يدرك ما وراء الإشاعات والأكاذيب، لذا يجب على المسلم الغيور على دينه وأمته ومجتمعه أن يصون لسانه في هذه الأيام تحديدًا، وأن يوازن بين مصلحة الكلام ومصلحة الصمت والسكوت، فقد جاء عن رسول الله: (من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقُل خيرًا أو ليصمُت) [البخاري ومسلم]. وهذه هي وصية نبيكم محمد للمحافظة على وحدتكم وتماسككم، فإن العدو المتربص لن يستطيع هزيمتكم إلا إذا علم منكم ضعفًا وخورًا وانهزامًا. عباد الله، ذكرى عاشوراء مناسبة سنوية تعيشها البحرين منذ عشرات السنين، وهي ذكرى تؤكد على مستوى الحرية الدينية في هذا الوطن، وتوليها الحكومة الرشيدة جل اهتمامها بتسخير كافة الإمكانيات لإنجاحها، وقد شاركت وزارات الدولة، مثل الداخلية والبلديات والصحة والكهرباء، ومؤسسات المجتمع المدني وغيرها في إنجاح موسم عاشوراء في كل المحافظات، وقد تميز موسم هذا العام بالتنظيم والالتزام بالقوانين والإجراءات المتعلقة بالأمن والمرور والسلامة، لذا الشكر والتقدير لكل الجهات التي قدمت لنا صورة مشرفة عن مستوى الحرية الدينية التي تتمتع بها البحرين. إن العمل المشرف في ذكرى عاشوراء واستشهاد الإمام الحسين قد أغاظ أعداء الوطن والعملاء والحاقدين، لذا حاولوا تشويه صورة المناسبة الدينية (عاشوراء) بالكتابات المسيئة، فقد عهدناهم ولسنوات وهم يكتبون على الجدران ويشوهون البيوت والمدارس والمساجد والمآتم، أما اليوم فقد فاض غيظهم وظهر حقدهم، فكتبوا ما يعكر صفو الأمن في الوطن، ويثير الكراهية، فقد تطاولوا على ولي الأمر، وقائد السفينة، وربان هذا الوطن، وهذا الأمر يرفضه كل أبناء الوطن باختلاف عقائدهم ومذاهبهم، لذا جاء الاستنكار الكبير، والمطالبة بمحاسبة المسيئين إلى القيادة والوطن وذكرى الإمام الحسين! إن عملهم الجبان يستهدف وحدتكم وتماسككم، سنة وشيعة، في محاولة استفزازية سافرة، وإلا لماذا استهدفوا المناسبة الدينية (عاشوراء)، ولماذا استهدفوا الكتابة أمام أحد المآتم؟ ولماذا في الطريق العام؟ إنها القلوب المريضة المليئة بالحقد والكراهية، وما تلك الفعلة المشينة إلا من أجل إشعال الفتنة الطائفية، فتلك الأيادي المسمومة قد عجزت في السنوات الماضية عن تحقيق مشروعها التآمري المدعوم من إيران، فلجأت هذا العام إلى هذا الأسلوب لتعكير صفو المناسبة، وزعزعة أمن واستقرار الوطن، فالحذر الحذر -عباد الله- من أولئك الإرهابيين الذين أفسدوا العراق وسوريا واليمن بأوامر وتوجيهات إيرانية من العبث بأمنكم واستقراركم، وأعلموا أن الله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون! ألا فاتقوا الله رحِمكم الله، واحفَظوا ألسنتَكم، وأَصْلِحُواْ ذَاتَ بِيْنِكُمْ وَأَطِيعُواْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ.

مشاركة :