السرد.. رافعة النهضة الأدبية

  • 9/22/2018
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

الشارقة: علاء الدين محمود يتصدر المشهد السردي في المملكة العربية السعودية، عدد من الأسماء والقامات التي تركت أثراً كبيراً في الحياة الثقافية، وسكبت إبداعاتها في الرواية والقصة ووجدت نجاحاً كبيراً، فنالت العديد من الجوائز، واستطاعت أن تحقق تطوراً كبيراً للسرد السعودي.وقد مرت الرواية والقصة في المملكة العربية السعودية بمراحل متعددة، تناولت خلالها الواقع المحلي، وشواغل وقضايا الناس، والعادات والتقاليد، والموروثات والمتغيرات الاجتماعية في المملكة، وكانت ضربة البداية للرواية السعودية في عام 1930 برواية «التوأمان» للكاتب عبد القدوس الأنصاري.لتتطور بعدها الرواية حتى وصلت مرحلة النضج الفني والتقني في فترة الخمسينات من القرن الماضي، حيث شهد العام 1959م، صدور رواية «ثمن التضحية» للكاتب حامد الدمنهوري الملقب بأبي الرواية الفنية السعودية، وذلك لأن روايته شكلت فتحاً في تاريخ السرد السعودي، وخلال فترة الستينات ظهر الصوت النسائي في السرد على يد عدد من الراويات والقاصات السعوديات، وجاءت أبرز تلك المحاولات في نهاية السبعينات على يد عائشة زاهر أحمد في روايتها «بسمة من بحيرات الدموع».وكانت النقلة الأخرى الكبيرة على يد الروائي إبراهيم الناصر الحميدان في عمليه «ثقوب في رداء الليل» و«سفينة الموتى»، وفي المرحلة ذاتها، أصدر محمد سعيد دفتر دار، عمله «الأفندي»، وهي الأعمال الثلاثة التي أسست للشكل الحديث للرواية. وإن كانت مرحلة السبعينات قد أظهرت أثر التراكم والتجريب الباكر للسرد السعودي، فإن مرحلة الثمانينات قد شكلت علامة فارقة في تاريخه، حيث تطور المجتمع وشهد الاقتصاد السعودي تقدماً ملحوظاً، وشهد التعليم نهوضاً، كما انفتح المجتمع على العالم الخارجي بشكل كبير، لتتطور وفق لتلك المتغيرات الرواية السعودية والسرد القصصي، وكذلك تطور النقد وازدهر على أسس حديثة، وشهدت هذه الفترة إصدار العديد من الروايات لعدد من الكتاب منهم: محمد عبده يماني، وسلطان القحطاني، وأمل شطا.ولعل المنعطف الأكثر قوة قد جاء في مرحلة التسعينات وحتى تاريخ اليوم، وهي المرحلة التي شهدت ظهور أعمال سردية كبيرة مثل رواية «شقة الحرية» لغازي القصيبي، و«العدامة» لتركي الحمد، و«الموت يمر هنا» لعبده خال، بالإضافة إلى الأعمال الكبيرة والمكتملة فنياً، فقد برزت أسماء تحمل ملامح مستقبل السرد القصصي والروائي السعودي مثل: عبد الحفيظ الشمري، ومحمد المزيني، وعبد الله التعزي، ويوسف المحيميد، ومحمد حسن علوان، وكذلك دخل الصوت النسائي بقوة على يد عدد من الراويات أمثال: رجاء عالم، ونورة الغامدي، وليلى الجهني، ومها الفيصل، ونداء أبو علي، ورجاء الصانع، وبدرية البشر، وأميمة الخميس.وإلى جانب الرواية فإن القصة القصيرة وجدت هي الأخرى، انتشاراً باكراً في الفضاء السردي السعودي يعود هو الآخر إلى مرحلة الثلاثينات، وكانت انتشار القصة بفضل وجود الصحافة، التي أسهمت بشكل حاسم في بروز وتطور وانتشار القصة القصيرة، وشهد العام 1946 صدور أول مجموعة قصيرة لأحمد عبد الغفور عطار، لتتوالى الإصدارات حتى التاريخ الحالي خاصة مع تطور حركة النشر في المملكة.ولعل هذا التراكم التاريخي والتجريب المستمر، قد جعل المشهد السردي السعودي اليوم يتربع مكانة خاصة ومميزة، وهو المشهد الذي يتطور بفعل التوسع في التعليم والانفتاح على مختلف الثقافات.

مشاركة :