سلمت «الإدارة الذاتية الكردية» امرأة سودانية مع طفلها الرضيع، متهمة بالانتماء إلى تنظيم «داعش»، إلى ديبلوماسي في سفارة بلادها في دمشق، بينما قال مسؤول كردي كبير إن السلطات التي يقودها الأكراد وتسيطر على شمال شرقي سورية «لا تستطيع احتجاز الأسرى الأجانب من داعش إلى الأبد وإن على دولهم استعادتهم». وقال الرئيس المشارك في هيئة العلاقات الخارجية في «الإدارة الذاتية» عبد الكريم عمر، في مؤتمر صحافي في مدينة القامشلي (شمال شرقي سورية) إن الإدارة تحتجز نحو 500 مقاتل أجنبي و500 فرد آخرين من نحو 40 دولة بعد هزيمة التنظيم العام الماضي على كل الأراضي التي كانت تحت سيطرته في العراق وسورية تقريباً. وأضاف: «بالنسبة إلينا، هذا عدد كبير جداً لأن هؤلاء الدواعش خطرون وارتكبوا مجازر ووجودهم لدينا في المعتقلات فرصة بالنسبة للمجتمع الدولي ليقوم بمحاكمتهم». وبدعم من الولايات المتحدة وحلفائها، انتزعت «قوات سورية الديموقراطية» (قسد) التي يهيمن عليها الأكراد السيطرة على مناطق في شمال سورية وشرقها من «داعش» على مدى العامين الأخيرين بما في ذلك الرقة التي كانت معقلهم الأساس في سورية. وأفاد عمر بأن «قسد تحارب الآن لاستعادة آخر القرى التي لا تزال تحت سيطرة داعش على نهر الفرات قرب الحدود مع العراق واحتجزت المزيد من المسلحين الأجانب». وأكد أن «الإدارة في المنطقة تفتقر إلى الموارد لتعيد تأهيل الكثير من السجناء في شكل ملائم»، لافتاً إلى أنها «ستقدّم المقاتلين السوريين إلى المحاكمة لكنها لن تحاكم الأجانب كما لن تعدم أحداً لأنها لا تطبق عقوبة الإعدام». وزاد: «نحن سنحاول عن طريق الحوار والمفاوضات أن نسلمهم إلى دولهم، ولكن إذا قطعنا الأمل ستكون لدينا خيارات وقرارات أخرى، وسنأخذ هذه القرارات في الوقت المناسب». وسلمت الإدارة الذاتية الكردية الخميس، السودانية ندى سامي سعيد مع طفلها الرضيع البالغ من العمر شهراً واحداً إلى ديبلوماسي سوداني حضر من دمشق. وقال مسؤول هيئة الخارجية في الإدارة الذاتية إن المرأة كانت معتقلة في مخيم روج الواقع جنوب مدينة المالكية والخاص بأفراد عائلات الإرهابيين. وتم تسليمها مع رضيعها إلى بلدها بناء على طلبها. وقال عمر إنها واحدة من بين 50 أو 60 شخصاً استعادتهم دولهم حتى الآن بينهم نساء وأطفال. وأشار إلى أن روسيا وإندونيسيا استعادتا عدداً من الأسر. وأوضح أن «نحو 520 مرتزقاً داعشياً، إضافة إلى 550 امرأة وحوالى 1200 طفل من 44 دولة» معتقلون لدى الإدارة الذاتية. ويشكل وجود هذا العدد من المعتقلين الأجانب، وفق عمر «حملاً كبيراً لا نستطيع أن نتحمله وحدنا» داعياً المجتمع الدولي إلى القيام بمسؤولياته. وحذر من أن «استمرار وجود مقاتلين أجانب في منطقة غير مستقرة من العالم، يشكل خطراً على المجتمع الدولي بأكمله لأنهم قد يستغلون أي فترة جديدة من الفوضى للفرار». وقال: «لن نحاكم أي داعشي وسنحاول قدر المستطاع عن طريق ديبلوماسيتنا وعن طريق الإعلام... الضغط على الحكومات كي تقوم بواجبها في استلام مواطنيها». ومن بين أشهر المعتقلين، ألكسندر أمون كوتي، والشافعي الشيخ، وهما الناجيان الوحيدان من وحدة ضمت أربعة مقاتلين مارست التعذيب في حق صحافيين وآخرين إضافة إلى قطع الرؤوس. وأطلقت عليهم تسمية «البيتلز» كونهم بريطانيين. وبعد طرد التنظيم من الرقة، تم اعتقال مجموعة من الفرنسيين بينهم أدريان غيهال وإميلي كونيغ وتوماس بارنوان. وفيما لا يزال مصير الأجانب المعتقلين في سورية مجهولاً، حكمت محاكم بغداد منذ مطلع العام الحالي، على أكثر من 300 إرهابي، بينهم مئة أجنبي بالإعدام أو السجن المؤبد.
مشاركة :