بيروت - زاد الوضع الداخلي اللبناني تعقيدا السبت بعد انفجار الخلاف مجددا بين التيار الوطني الحر، وهو تيّار رئيس الجمهورية ميشال عون الذي يرأسه الوزير جبران باسيل من جهة وحركة أمل التي يتزعمها رئيس مجلس النواب نبيه برّي من جهة أخرى. ويتوقع أن ينعكس ذلك سلبا على فرص تشكيل حكومة جديدة برئاسة سعد الحريري الذي مضت أربعة أشهر على تكليفه هذه المهمّة. وجاء انفجار الخلاف مجددا بين عون وبرّي، وإن كان بالواسطة، بعد انتشار تسجيل صوتي للنائب الحالي، الوزير السابق، ياسين جابر الذي ينتمي إلى كتلة أمل في مجلس النواب. وتضمن التسجيل حملة لجابر على التيار الوطني الحر الذي يسيطر على وزارة الطاقة بسبب تجاهل العرض الذي قدمته شركة “سيمنز” الألمانية لبناء معامل كهرباء في لبنان. واتهم جابر عهد ميشال عون بأنّه يعمل على “تدمير” لبنان. ونقل جابر عن دبلوماسيين غربيين أن لبنان “أضاع فرصة أخرى” بعد تجاهل عرض “سيمنز”. ياسين جابر: عهد ميشال عون يعمل على تدمير لبنان بعد تجاهل عرض سيمنزياسين جابر: عهد ميشال عون يعمل على تدمير لبنان بعد تجاهل عرض سيمنز وكان رئيس “سيمنز” رافق المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل لدى زيارتها لبنان في يونيو الماضي. ورافق ميركل في زيارتها أيضا عدد كبير من رؤساء الشركات الألمانية كان رئيس “سيمنز” من بين هؤلاء. ونفى وزير الطاقة في حكومة تصريف الأعمال سيزار أبوخليل أن يكون رئيس “سيمنز” قدّم عرضا في شأن الكهرباء طالبا بمراجعة محاضر لقاءات ميركل في بيروت. لكنّ مصادر سياسية لبنانية كانت قريبة من اللقاءات التي أجرتها المستشارة الألمانية والوفد المرافق لها أكدت وجود عرض “سيمنز” مشيرة إلى أن وزير الطاقة اللبناني استخف به وقتذاك عارضا خططا لوزارته لتأمين الكهرباء للبنانيين. وأثارت تلك الخطط، استنادا إلى مسؤولين لبنانيين، سخرية الوفد الألماني الذي يمتلك دراسات دقيقة تتعلق بحاجات لبنان على كلّ المستويات بما في ذلك الكهرباء. واتهم جابر رئيس الجمهورية بـ”الضغط” من أجل تمرير صفقة في مجلس النواب ستكلف الخزينة خمسمئة مليون دولار وذلك من اجل زيادة إنتاج الكهرباء زيادة طفيفة قبل نهاية السنة الجارية. وقال إن العهد الحالي في لبنان يدفع البلد نحو “الهاوية” وذلك في انتقاد مباشر لرئيس الجمهورية. واعتبرت المصادر السياسية اللبنانية أن التسجيل الصوتي لياسين جابر ما كان ليخرج ويوزع على نطاق واسع لو لم يكن يعبّر عن وجهة نظر نبيه برّي الذي سبق له أن اشتبك مع رئيس التيار الوطني الحرّ جبران باسيل في مرحلة ما قبل الانتخابات النيابية في مايو الماضي. ولجأت حركة أمل وقتذاك إلى إثارة اضطرابات في أحياء مسيحية في بيروت بعد وصف باسيل نبيه برّي بـ”البلطجي”. وتوقعت أوساط سياسية رفيعة المستوى أن يؤدي الاشتباك الجديد بين التيار الوطني الحر وأمل، التي تشكل مع حزب الله ما يسمّى “الثنائي الشيعي”، المزيد من التعقيدات في وجه سعد الحريري المكلف بتشكيل الحكومة اللبنانية الجديدة.
مشاركة :